وإخلاصه لأهل البيت عليهمالسلام.
وقال السيد المرتضى في التعليق على ما ذكره المحدثون من أن عليا قال ، في عمر بن الخطاب وهو محتضر : وددت ان القى الله بصحيفة هذا المسجى. نقلا عن الشيخ المفيد ، إن المراد بالصحيفة ، هي التي اتفقوا فيها على اقصاء علي عن حقه في الخلافة.
واستدل على ذلك بما روته العامة كما جاء في كلامه ، عن ابي بن كعب ، انه كان يقول في مسجد الرسول ، بعد أن انتهى أمر الخلافة الى أبي بكر ، بصوت يسمعه اهل المسجد : ألا هلك اهل العقدة ، والله ما آسي عليهم ، وإنما آسى على من يضلون من الناس.
فقيل له : يا صاحب رسول الله ، ومن هؤلاء اهل العقدة ، وما عقدتهم؟ فقال : قوم تعاقدوا بينهم إن مات رسول الله لم يورثوا احدا من اهل بيته ولا ولوهم مقامه ، أما والله لو عشت الى يوم الجمعة لأقومن فيهم مقاما ابين فيه للناس امرهم (١).
وقد ذكره السيد الأمين من قراء الشيعة ، ونقل عن محمد بن سعد في الطبقات أن النبي (ص) قال : اقرأ أمتي ابيّ بن كعب ، وانه قال له : إن الله تعالى أمرني أن أقرأ عليك (٢).
وعده الشيخ محمد الخضري من مشاهير المتصدرين للفتوى في عهد الصحابة قال : وأشهر المتصدرين للفتوى في هذا العصر الخلفاء الأربعة وعبد الله بن مسعود وأبو موسى الأشعري ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب (٣).
__________________
(١) الفصول المختارة من كتاب الشيخ المفيد المسمى بالعيون والمجالس.
(٢) المجلد الأول من أعيان الشيعة (ص ٢١٦).
(٣) تاريخ التشريع الاسلامي (ص ١٢٧).