لرسالة معاوية له ،
ولنقرأه بإمعان :
« أمّا بعد ، فقد أتاني كتابك تذكر فيه اصطفاء الله
محمّد صلىاللهعليهوآله لدينه ، وتأييده إيّاه بمن أيّده من أصحابه ؛
فلقد خبّأ لنا الدّهر منك عجبا ؛ إذ طفقت تخبرنا ببلاء الله تعالى عندنا ، ونعمته
علينا في نبيّنا ، فكنت في ذلك كناقل التّمر إلى هجر
، أو داعي مسدّده إلى
النّضال.
وزعمت
أنّ أفضل النّاس في الإسلام فلان وفلان ؛ فذكرت أمرا إن تمّ اعتزلك كلّه ، وإن نقص لم
يلحقك ثلمه.
وما
أنت والفاضل والمفضول ، والسّائس والمسوس! وما للطّلقاء وأبناء الطّلقاء ،
والتّمييز بين المهاجرين الأوّلين ، وترتيب درجاتهم ، وتعريف طبقاتهم! هيهات لقد
حنّ قدح ليس منها ، وطفق يحكم فيها من عليه الحكم لها! ألا تربع أيّها الإنسان على
ظلعك
، وتعرف
قصور ذرعك ، وتتأخّر حيث أخّرك القدر! فما عليك غلبة المغلوب ، ولا ظفر الظّافر!
».
حكى هذا المقطع من
كلام الإمام عليهالسلام استهانته بمعاوية وازدراءه له وأنه لا حقّ له ولا مكانة له في التمييز بين
المهاجرين من أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله ، فان كان لهم الفضل فهو لغيره ولا يلحقه وان كان فيهم
ثلمة ونقص فلا تلتصق به لأنه من الطلقاء الذين لا يحق لهم التدخل في شئون المسلمين
...
ويستمر الإمام في رسالته الذهبية قائلا
:
__________________