قوله «قده» : ان الأمر هناك ليس امرا حقيقيا ـ الخ.
مقصوده هو أنا اما نقول بأن مقصودنا من كون الطلب عين الارادة في الطلب الحقيقي والأمر المعنوي دون الأمر الصورى والطلب الظاهر الغير الحقيقي فلا يضرنا الانفكاك فى مورد اظهار العذر ، واما نقول الطلب عين الارادة مطلقا ولكن ان كان الطلب حقيقيا كان عين الارادة الحقيقية وان كان صوريا كان عين الارادة الصورية ، فلا انفكاك اصلا.
قوله «قده» : والتحقيق ان الأمر هناك امر حقيقي ـ الخ.
لما اذ عن المجيب بكون الأمر هناك صوريا وكان هو مناط جوابه وملاكه وكان على خلاف التحقيق عند المصنف قدسسره اعرض عنه وقال «والتحقيق» الخ. وحاصل مرامه قدسسره ان الارادة تكون على ضربين :
«الأول» ـ الارادة التي تكون من الكيفيات النفسانية ، وهي الشوق المؤكد الذي يكون بعد تصور الشيء والتصديق بفائدته ، وهي اذا تعلقت بشيء كوقوع فعل من احد يكون الظرف ـ وهو قولنا من احد متعلقا بقولنا بالوقوع ـ ولا يصح تعلقه بالارادة ، لأن الشوق المؤكد الذي هو الارادة لا يكون ناشئا من احد بل من اسبابه وعلله ، اي من تصور الشيء والتصديق بفائدته وافاضة الله تعالى اياه ولا يكون متعلقا بأحد ، ويكون حاصله توقان النفس واشتياقها الى ذلك الشيء من غير ان يكون فيه طلب من احد وارادته من شخص ، وهذا كما اذا جاع انسان كريم النفس منيع الذات عزيز الهوية فهو يشتاق الى الطعام شوقا اكيدا ويريده توقانا وكيدا ولا يطلبه ولا يريده من احد لعز نفسه وان بلغ الى الهلاك والعطب. ومعلوم