الذي لا يكون المبدأ قائما بذي المبدأ. ووجههما ان المبدأ لاشتقاق الموجود هو الوجود ، والوجود بناء على كونه الأصل في التحقق واعتبارية المهيات يكون هو المصداق للموجود حقيقة ، ولا شبهة في ان المبدأ ـ وهو الوجود ـ عين لما صدق عليه المشتق ، اذ هو الوجود ايضا ، فلا قيام ولا مغايرة. والأولى بناء على هذا أن يقول المصنف قدسسره «اطلاق الموجود على الوجود» دون اطلاق الموجود على الشىء ، اذ الظاهر من الشىء هو الماهية.
ويمكن ان يكون مراده قدسسره من قوله «بناء على العينية» معنى آخر دون اصالة الوجود واعتبارية الماهية ، وهو عينية الوجود للماهية بحسب الخارج وان كان عارضا لها بحسب الذهن والتصور ، فيكون مراده من الشىء الماهية ، ويكون مقصوده انه بناء على اتحاد الوجود والماهية بحسب الهوية العينية لا يكون الوجود قائما بالماهية ولا مغايرا لها وهي المصداق للمشتق.
وفيه انه ان كان مراده من الاحتمال الأول ان المغايرة بحسب المفهوم والمصداق متحققة لأن المصداق للمشتق هو الوجود العيني المصداقي والمبدأ المأخوذ في المشتق هو الوجود المفهومي العام البديهي ، واما القيام فمع انا لسنا نعتبره ـ كما ظهر مما بيناه سابقا ـ نقول : ان هذا المفهوم لا ريب في انه عارض لذلك المصداق قائم به ، غاية الأمر وقصواه انه عارض غير متأخر في الوجود وخارج محمول لا عارض متأخر في الوجود ومحمول بالضميمة. وان كان مراده الاحتمال الثاني فلا شبهة في مغايرة المبدأ لذيه ، اذ المبدأ هو الوجود ومصداق المشتق هو الماهية ، ولا ريب في تغايرهما. وان لوحظ اتحادها مع الوجود عينا وهوية آل الأمر الى كون الوجود ما صدق عليه المشتق. فظهر جوابه مما ذكرنا آنفا في الاحتمال الأول.
وأما القيام فمع كونه غير معتبر فنقول : يكفيه قيام الوجود بالماهية وعروضه لها ذهنا وبحسب التصور الذهني ـ فافهم.