قوله «قده» : ولا يذهب عليك ـ الخ.
وجه عدم تعلق التعليل بالمقدمة الثانية هو أن علتها هي اذ لو لم يعلم بخروج المعنى المبحوث عن المعاني الحقيقية لم يعلم بصحة سلب الجميع ، لاحتمال ان يكون منها ، وهو غير مسلوب ، اذ الشيء لا يسلب عن نفسه ، اذ ثبوت الشيء لنفسه ضروري وسلبه عن نفسه محال.
ولا يخفى ما فيه ، اذ قول المعاصر المذكور «لاحتمال الاشتراك» عبارة اخرى عن قولنا «لاحتمال أن يكون منها» الذي علل به العلة للمقدمة الثانية ، ولا ريب في ان علة العلة علة فصح التعليل. بل يمكن أن يقال : ليس التعليل علة للعلة ، بل هو نفسه علة ، اذ ما فرض كونه علة ـ وهو قولنا «إذ لو لم يعلم بخروج المعنى» الخ ـ عين المقدمة الثانية المعللة ، اذ لا معنى للتوقف الا ارتباط شيء بشيء وجودا وعدما ، اذ علة الوجود وجود وعلة العدم عدم وعلة الماهية ماهية ، فلم يبق للتعليل الا قولنا «لاحتمال الاشتراك أو ما هو بمنزلته» ـ فافهم إن شاء الله تعالى.
قوله «قده» : لكن لا يخفى ما فيه.
مراده ـ قدسسره ـ مما فيه ما سيصرح به من أن العلم بخروجه عن جميع المعاني الحقيقية هو العلم بكونه معنى مجازيا ، فالدور ظاهر مصرح.
ولكن لا يخفى ما فيه ، اذ لا شبهة في أن بين المجاز والحقيقة تقابل
__________________
ـ انه يعتبر فيه الاختلاف والتغاير مفهوما ، واذا كان الأمر كذلك فلا ريب في صحة سلب الحيوان الناطق عن الانسان بهذا الحمل ، اذ ليس فيهما مغايرة مفهومية ، وهي معتبرة في الحمل المتعارفى بالمعنى الأخص المقابل للحمل الأولي الذاتي بحسب ما اصطلح «قده» عليه ـ منه.