الانتقال من المرادف الآخر ، فيكون كل من اللذين فرضناهما مترادفين وعلة لشخص على حدة ، فيكون معنى اللفظين مختلفا متعددا ، هذا خلف ، وان جاز حصول الانتقال لزم التوارد على سبيل التبادل وهو ايضا محال ، فلا بد وأن يكون للفظين المترادفين قدر مشترك حتى يكون العلة للمعلول الواحد واحدا ، ولا قدر مشترك في اللفظين المترادفين أصلا وعلى فرض تحققه يكون اللفظ واحدا والمعنى واحدا ، اذ المفروض إلقاء خصوصية اللفظين فرارا عن لزوم توارد العلتين على معلول واحد شخصي وهذا خلف ، اذ المفروض كون اللفظ متعددا وصار واحدا. فظهر مما حققنا كون الترادف عندنا ممتنعا وقوعيا ـ فافهم واستقم واشكر ربك فله الحمد والمنة.
قوله «قده» : وكان الحكم إيجابا جزئيا.
انما قيد بكون الحكم ايجابا جزئيا لأنه لا يصح بالنسبة الى التعريف الحقيقي وجواب ما الحقيقية كما بينه «قده» ، ولا يصح ايضا كليا بالنسبة الى التعريف اللفظي وجواب ما الشارحة ، اذ هو على اقسام : فقد يقال «سعدانة نبت» ولا شبهة في عدم الترادف للاختلاف بالخصوص والعموم ، وقد يقال «الانسان حيوان ناطق» لأن ما يكون معرفا حقيقيا وجوابا لما الحقيقية بعد احراز الوجود يكون هو تعريفا لفظيا وجوابا لما الشارحة قبل احرازه ولا شبهة في اختلاف هذا الحد والمحدود بالاجمال والتفصيل فلا يكونان مترادفين ، وقد يقال «الغضنفر الأسد» فهذا هو الترادف فتحقق الايجابي الجزئي.