والمشروح من بين المعاني المرتكزة في الذهن في الجملة ، وهو يحصل بتبديله بشيء آخر يكون أوضح وأظهر ، وإن كان ذلك الشيء الآخر لو أريد معرفته بكنهه استلزم الدور المستحيل ، وذلك كما في قول الحكماء «الوجود هو الثابت العين» أو «الذي يخبر عنه».
ولا يخفى أنه دائر دورا محالا لو أريد التعريف الحقيقي ، ولكن غرضهم شرح الاسم كما هم مصرحون به ، ففيما نحن فيه ونظائره من جميع تعاريف الفقهاء والأصوليين وغيرهم ما عدا الحكماء لا يلزم دور بالنسبة الى مقام شرح الاسم ، كما هو محط نظرهم ووظيفتهم ، وإن لزم بالنسبة الى مقام تعريف الحقيقة وجواب ما الحقيقية الذي هو موكول على ذمة الفلسفة الأولى ـ فافهم مستمدا من المعلم الشديد القوى.
قوله «قده» : قد يطلق اللفظ ويراد ـ الخ.
مراده ـ قدسسره ـ من النوع مقيدا هو الصنف. توضيح مرامه وتبيين مراده : ان المستعمل فيه والمطلق عليه والمراد من اللفظ إما أن يكون نوعه وإما أن يكون صنفه وإما أن يكون فردا آخر يماثله ـ وبعبارة اخرى مثله ـ وإما أن يكون نفسه.
مثال الأول أن يقال : «ضرب موضوع لكذا» إذا أريد بلفظة ضرب طبيعة تلك اللفظة من غير تقييدها بصنف كلي ولا مشخص جزئي.
ومثال الثاني أن يقال : «ضرب في قولك زيد ضرب خبر» إذا أريد تلك الطبيعة مقيدة بلحاظ كونها مسندة ومحمولة على وجه كلي.
ومثال الثالث أن يقال : «زيد في قولك ضرب زيد فاعل» اذا أريد تلك الطبيعة متشخصة بتشخص خاص ، ولا شبهة في أن تشخص