أعني ذاتي المشبه والمشبه به ـ لا في مجموعي العارض والمعروض ـ اعني الذاتين مع وصفهما العنواني ـ وإلّا لدار دورا مستحيلا.
بيان الملازمة : انه لا شبهة في أن في التشبيه لا يكفي التشبيه المضمر في النفس بل لا بد من تشبيه في عالم اللفظ حتى يحصل الفرق بينه وبين الاستعارة التي يكون تشبيها في عالم النفس فقط ، وحينئذ نقول : في قولنا مثلا «زيد كالأسد» ان هذا التشبيه اللفظي موقوف على زيد وأسد ، فاذا أخذ في معناهما هذا التشبيه دار كما هو واضح. فظهر أن اللفظين مستعملان في في المعروضين ، ثم يستفاد من مجموع القضية كون المعروضين موصوفين بالعارض وكونهما مشبها ومشبها به ، ويفهم من هذا التشبيه اللفظي التشبيه المضمر في النفس ، ولا يمكن اخذ التشبيه المضمر في النفس قيدا للمعنى المستعمل فيه ، وإلّا لدار بالنسبة الى مقام العلم والانكشاف ، لأن العلم بالتشبيه المضمر في النفس موقوف على العلم بالتشبيه اللفظي. ضرورة انه لا طريق الى العلم بما في النفس من المقاصد غالبا الا بالتعبير اللفظي ، وذلك العلم بالتشبيه للفظي موقوف على العلم بالمعنيين المأخوذين فيهما التشبيه المضمر في النفس حسب الفرض ، ضرورة توقف العلم بالمعنى الاضافى النسبي على العلم بأطرافه. فاذا تحقق أن المعنيين لم يؤخذ فيهما التشبيه مطلقا ـ سواء كان التشبيه اللفظي ام النفساني ـ ظهر أن اللفظين مستعملان فيما وصفا له وهذا بخلاف الاستعارة ، حيث أن أداة التشبيه لا تكون فيها مذكورة ولا مقدرة ، فلا بد وأن يكون التشبيه مأخوذا في المعنيين ، فلا جرم أن يكون لفظ المنية الموضوع لذات الموت المستعمل في الموت الذي هو مشبه بالسبع بما هو مشبه مجازا ، حيث ان الموت الذي هو مشبه بالسبع كأنه فرد للسبع لا فرد للمنية.