قوله «قده» : ويمكن تقرير الجواب المذكور ـ الخ.
لما فهم ـ قدسسره ـ من قول المجيب ما يفهم من اللفظ المجرد عن القرينة المعنى المتبادر المنسبق الى الذهن بجعل المفهومية من اللفظ والتبادر منه قيدا للمعنى فأورد عليه : أولا بأنه بعد تحقق التبادر فأي حاجة الى هذه العلامة ، وثانيا بلزوم الدور كما لزم في التبادر لأخذ التبادر في هذه العلامة وهو موقوف على العلم بالوضع كما ظهر سابقا في بيان الدور في التبادر ، فأراد «قده» هنا ارجاع الجواب الى ما سيذكره في دفع الدور من اختلاف طرفي الدور بالاجمال والتفصيل حتى لا يرد عليه شيء. وحاصل الارجاع ان مراد المجيب هو المعنى المنسبق الى الذهن اجمالا ، والعلم بالوضع الذي هو الموقوف وذو العلامة هو العلم التفصيلي.
ولا يخفى ما فيه ، اذ ليس في كلام المجيب ما يدل أو يشعر باعتبار الاجمال ، فالدور باق بحاله ، ومع قطع النظر عن هذا فالايراد الأول الذي أورده «قده» على المجيب من انه بعد ما تحقق التبادر فأي حاجة الى هذه العلامة باق لم يرتفع ، اذ معلوم ان التبادر ـ وهو العلم الاجمالي على مذهبه «قده» ومذاقه ـ علامة للحقيقة وعلة للعلم تفصيلا ، فالحق أن هذا الجواب باطل مطلقا ، سواء أراد المجيب بقوله «ما يفهم» الخ ، تقييد المعنى بالمفهومية والانسباق والتبادر كما ظهر بطلانه ، أو اراد الكشف والتوضيح عن ذات المعنى الحقيقي ، لأنه على هذا يصير الكلام في قوة صحة سلب المعنى الحقيقي وعدمها ، ولا خفاء في ورود الدور كما هو واضح ـ فافهم واستقم.