لو كان بمعنى التهيؤ والاستعداد لاحتاج ذو الملكة في تحصيل أمور تحققت ملكيتها الى فاعل مفيض ومؤثر فاعلي ، لأنه لا ريب في أن القابل لا يكون فاعلا ، وكذلك التهيؤ والاستعداد والقابلية ، وإلّا لزم أن يكون شىء واحد فاقدا وواجدا واجتمع فيه المتقابلان ، والتالي واضح البطلان بديهي الفساد ، حيث أن ذا الملكة لا يحتاج الى فاعل ، فصاحب ملكة الفقه مثلا لا يحتاج في استنباط أحكام الفروع الى معلم ومفيض ومكمل ، بل ملكته خلاقة للتفاصيل فعالة لها ، ولذا قال أرباب المعقول : ملكة بسيطة خلاقة للتفاصيل.
فظهر أن التفسير بالتهيؤ والاستعداد غلط ، والمخالطة ناشئة من اشتراك الاسم ، حيث أن القوة مشتركة بين القوة الفاعلة والقوة القابلة والتهيؤ والاستعداد. ومرادهم بالقوة هو المبدأ الفاعلي ، فتوهم أن المراد هو المبدأ القابلي والتهيؤ والاستعداد.
قوله «قده» : فلا حاجة الى القيد المذكور ـ الخ.
يعني فلا يحصل الانتقاض الطردي بذي الملكة المذكورة الفاقد العلم بكثير من المسائل ، إذ لا وجود له حتى يحصل به الانتقاض.
قوله «قده» : لكن يبقى الكلام في العكس.
يعنى يبقى الانتقاض العكسي الجمعي بعد ، لان العالم بالعلوم النظرية والمطالب العقلية إذا حصلت له ملكة وقريحة يتمكن بها من تحصيل جميع الأحكام بأدنى مراجعة الى الكتب المدونة في الفقه ، ثم بعد حصول الملكة حصل له العلم بكثير من المسائل ، فلا ريب في انه فقيه ومن افراد المحدود مع خروجه عن الحد ، بناء على تفسير الملكة بالهيئة الراسخة الناشئة عن الممارسة