الانكشاف وليس فيه انكشاف أصلا إذ ليس فيه منكشف بل هو جهل مركب ، فبصحة السلب يعلم أن لفظ «العلم» مجاز في غير المطابق ، إلّا انه غير مسلم بالنسبة الى انتهاء الثابت ، اذ لا ريب في انه لا يتبادر من لفظ العلم العلم الذي لا يزول به تشكيك المشكك ويكون ثابتا حتى يكون علامة لكون اللفظ مجازا في غير الثابت ، حيث أن تبادر الغير علامة المجازية. ولا شبهة في انه قلما يتفق في النظريات علم لا يمكن زواله بالتشكيك ، فيلزم أن لا يكون غالب العلوم علما حقيقة.
ولا يذهب عليك أنه بناء على المجازية في الغير الثابت والغير المطابق تكون العلاقة علاقة العموم والخصوص ، حيث ان لفظ العلم موضوع لخصوص المطابق الثابت ، فاستعمل في الأعم ـ فافهم.
قوله «قده» : وهي الهيئة الراسخة ـ الخ.
قد سلف منا أن الهيئة في مصطلح المشائين هو العرض في لسان الاشراقيين ، والمراد منها هو العرض الحاصل للنفس الذي يسمى بالكيف النفساني ، ومراتبه الكيفيات النفسانية الأربع : «الأولى» الخطرة وهي التي تخطر بالبال وتذهب كالبرق. «والثانية» الحالة وهي التي تحل في النفس ولا تذهب بسرعة إلا انه يسهل زوالها. «والثالثة» الملكة وهي التي تحل في النفس وترسخ فيها بحيث يعسر زوالها. «والرابعة» الاستقامة وهي التي تكون حالة فى النفس راسخة فيها بحيث يمتنع زوالها.
والمصنف «قده» فسر الملكة بتفاسير ثلاثة : «الأول» الهيئة الراسخة الناشئة عن الممارسة فيما أضيف اليه الملكة ، مثلا ملكة الفقه كيف نفساني وهيئة ترسخ في النفس ويكون رسوخها ناشئا عن الممارسة