الأولين من قبيل الاول والاخيرين من قبيل الاخير.
قوله «قده» : وليس بنيا على المعنى السابق.
يعني ليس هذا المعنى وهو السابق راجعا الى المعنى الذي سبق ذكره وهو ما يبتنى عليه الشيء.
قوله : إذ لا يفهم منه معنى البناء.
وجه حصول معنى البناء فى الاول دون الاخير هو أنه في الاول حركة استكمالية طولية ، ولا ريب في ان فى الاستكماليات لهسا ثم لبسا وربحا ثم ربحا لا؟؟؟؟ لبس وخلع وربح وخسران ، فالكمال اللاحق والصورة اللاحقة تبنى على الكمال السابق والصورة السابقة ، غاية الامر تحذف عن الصورة السابقة نقصها. وهذا بخلافه في الاخير ، حيث أن بين البياض والسواد مثلا تضادا وتقابلا وتخالفا ، فلا بد من زوال أحد الضدين في تحقق الضد الآخر ، إذ عدم المانع شرط ، فليس القابل للضد الآخر الا المحل من حيث هو دون المحل المتلبس بالضد ، لان القابل لا بد وأن يجتمع مع المقبول ، والمحل المتلبس مع الضدين يستحيل أن يجتمع مع الضد الآخر وإلّا اجتمع فيه الضدان فلا يكون قابلا فلا يكون مبنى فلم يحصل البناء وهو المطلوب.
وبهذا البيان البرهانى ظهر اندفاع ما لعله يتوهم من حصول معنى البناء في الاخير أيضا ، بتقريب أن المحل لا بد وأن يكون موجودا حتى يكون قابلا ، إذ الكلام في القابل الخارجي دون القابل التحليلي التعملي العقلي ، ولا ريب في أن الشيء ما لم يتشخص لم يوجد ، ولا ريب في أن الاعراض المكتنفة بالشيء إما أمارات التشخيص على ما هو الحق عندنا وإما مشخصات على مذهب القوم فلا بد من اعتبارها في تشخص الشيء. فالبياض مثلا لا بد من اعتباره في