.................................................................................................
______________________________________________________
افرادها المنتزع منها ، وكما أن انحلال الأول ـ عند العقل ـ إلى الجنس والفصل ، أو إلى شيء له الإنسانية مثلا لا يضر ببساطته ، كذلك انحلال الثاني إلى ذات لها الصفة.
فالموضوع له في المشتقات هو المنتزع من بين مصاديق الذات والأشياء ، بلحاظ كونها واجدة لصفة ، سواء كانت تلك الصفة ذاتية أو عرضية ، من قبيل الأفعال أم غيرها ، اعتبارية كانت أم متأصّلة ، بل كانت تلك الصفة عين الذات أم غيرها ـ كما تأتي الإشارة إليه إن شاء الله تعالى. وحينئذ تحمل المشتقات على مصاديق الذوات المتلبسة بالمبدإ حمل المفهوم على المصداق ، كحمل الإنسان على افراده ، بلا حاجة إلى شيء غير الموضوع والمحمول. ولا فرق من حيث صحة الحمل بين (زيد إنسان) و (زيد ضارب) ، والفرق بين كلي المشتق والجامد هو أن الثاني وضع للمنتزع من نفس الذوات ، بلا ملاحظة صفة فيها ، بخلاف الأول فانه لوحظ فيه كونها واجدة للصفة كما ذكرنا.
ولا يتوهّم ان منشأ إشكال السيد الشريف ، كون الذات مأخوذة في المشتق ، ولا فرق في ذلك بين كون الموضوع له مركبا أو بسيطا. وقد جعلت الذات دخيلة في حقيقة الموضوع ، فيأتي السؤال المذكور.
لأنه يدفع بأنه لو سئل أن الموضوع له في الإنسان هل هو مفهوم الحيوان الناطق ، أو مصداقه؟ أجيب : بأنه ليس شيئا منهما ، بل الموضوع له مفهوم منتزع من افراد ، حقيقتها ينحل إلى كذا ، كما لو سئل أن الموضوع له في المشتقات هل هو مفهوم الذات أو مصداقه؟
وقد علم من ذلك امران : (أحدهما) ـ أن ملاك الحمل هو الاتحاد الحقيقي والهوهوية ، بنحو لا يبقى ميز بين الموضوع والمحمول في ذلك النّظر ، ولا يمكن حمل محمولين مختلفين عليهما ـ كما ذكر في العرض والمعروض والاجزاء مع المركّب ـ فما في الفصول ـ من وجه صحة حمل المتغايرين بالحقيقة ، والمتحدين بالاعتبار باعتبار مجموعهما شيئا واحدا ، وصحة الحمل في هذا اللحاظ ـ