فهم معاني الألفاظ شيء امتن من الرجوع إلى الوجدان.
وقد استدل على اعتبار الذات في مفهوم المشتق بما لا يخلو عن إشكال. قال السيد الشريف ـ في وجه عدم اعتبار الذات في مفهوم المشتقات على ما. حكى عنه ـ انها لو كانت مأخوذة فيها بمفهومها ، لزم دخول العرض العام في الفصل ، فان لفظ الناطق ـ الّذي يؤتى به في مقام ذكر فصل الإنسان ـ من المشتقات ، فلو اعتبر فيه مفهوم الذات ، لزم ما ذكر من دخول العرض العام في الفصل ، ولو كانت معتبرة بمصداقها ، لزم انقلاب مادة الإمكان الخاصّ ضرورة ، فان الشيء الّذي له الضحك هو
______________________________________________________
لا يستقيم ، لأن اللحاظ المذكور يستلزم لحاظ الجزئية والكلية. وقد عرفت عدم صحة حمل الكل على الكل في أي لحاظ ، وان اتحادهما غير الاتحاد المصحح للحمل.
واما ما ذكر في النّفس والبدن بقوله : (فان الإنسان مركب في الخارج حقيقة من بدن ونفس ، لكن اللفظ انما وضع بإزاء المجموع من حيث كونه شيئا واحدا ولو بالاعتبار ، فان أخذ الجزء ان بشرط لا ـ كما هو مفاد لفظ البدن والنّفس ـ امتنع حمل أحدهما على الآخر ، وحملهما على الإنسان ، لانتفاء الاتحاد بينهما) فانه أيضا غير مستقيم ، لأنه مع لحاظ البشرطلائية لا يصح حمل العرض المحمول على البدن كالطول والعرض على النّفس.
(ثانيهما) ـ ان عينيّة الصفات مع الذات في وجوده ـ تبارك وتعالى ـ لا ينافي إطلاق المشتقات عليه تبارك وتعالى ، وذلك لما مرّت الإشارة إليه من كون المشتقات موضوعة للذات مع وصف كونها واجدة للصفة ، وأما كون تلك الصفة عينها أو زائدة عليها ، فلم يشترط فيه شيء منها. فالفرق ـ بين لفظة الجلالة والمشتقات الجارية عليه جلّ وعلا ـ هو أن الأولى حاكية عن نفس الذات ، من غير نظر إلى كونها واجدة لتلك الصفات بوجدان نفسها ، وان كانت حقيقة مستجمعة لجميعها ، وأما الثانية ، فانها ـ كما مر ـ حاكية عنها مع لحاظ كونها واجدة لها. واما كونها عين الذات فيه عزوجل وغيرها في غيره ، فخارج عن مدلولها.