والحاصل انه كما يمكن ان يكون العام وجها لملاحظة الخاصّ لمكان الاتحاد في الخارج ، كذلك يمكن ان يكون الخاصّ وجها ومرآتا لملاحظة العام لعين تلك الجهة. نعم فيما إذا علم بالجامع تفصيلا لا يمكن ان يكون الخاصّ. وجهالة ، لتحقق الجامع في ذهنه تفصيلا بنفسه لا بوجهه فليتدبر.
ثم انه لا ريب في ثبوت القسمين أعني ما يكون الوضع فيه خاصا والموضوع له كذلك كوضع الاعلام الشخصية وما يكون الوضع فيه عاما والموضوع له كذلك كوضع أسماء الأجناس. واما الأخير فهو ـ على تقدير إمكانه كما مر ـ غير ثابت واما الوضع العام والموضوع له الخاصّ فقد يتوهم وضع الحروف وما أشبهها كأسماء الإشارة ونحوها ومما يمكن ان يكون منشأ التوهم امران (أحدهما) ان معاني الحروف مفاهيم لوحظت في الذهن آلة لملاحظة حال الغير ، مثلا لفظة من موضوعة للابتداء الّذي لوحظ في الذهن آلة ومرآة لملاحظة حال الغير. ولا إشكال في ان مفهوم الابتداء وان كان بحسب ذاته كليا ولكن بعد تقيده بالوجود الذهني يصير جزئيا حقيقيا ، كما ان المفهوم بعد تقيده بالوجود الخارجي يصير جزئيا كذلك (ثانيهما) ـ انه لما كان المأخوذ فيها كونها آلة لتعرف متعلقاتها الخاصة فهي
______________________________________________________
تحت العام وان لم تتحقق صورته الشخصية في الذهن ، وهذا المقدار يكفى لجعل الحكم له ، نظير أن يتصور أحد عنواني ذي عنوانين ، ويجعل ذاته موضوعا للحكم ، فان تصور وجه الشيء تصوره بوجه.
قلنا : ذلك الملاك أيضا بعينه موجود في طرف الخاصّ ، فانّه بعد اتحاده مع العام يمكن أن يقال : تصور أحد المتحدين تصور لذات الآخر وان لم يتصور عنوانه ، فبعد ما رأى الواضع شيئا لم يعلم حقيقته يتصور ذلك الفرد ويضع اللفظ لما هو متحد معه ، من دون تصور له إلّا بعنوان متّحد معه وهو الفرد ، وهذا معنى قوله : «والحاصل».