أو على صلة (الَّذِينَ) كأنه قيل : إلا الذين يتصلون بالمعاهدين ، أو الذين لا يقاتلونكم.
(حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ) ضاقت وانقبضت. وهى فى موضع الحال بإضمار (قد) وهم بنو مدلج جاءوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم غير مقاتلين.
(أَنْ يُقاتِلُوكُمْ) عن أن يقاتلوكم ، أو كراهة أن يقاتلوكم.
(وَلَوْ شاءَ اللهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ) ما كانت مكانفتهم إلا لقذف الله الرعب فى قلوبهم ، ولو شاء الله لمصلحة يراها من ابتلاء ونحوه لم يقذفه ، فكانوا متسلطين مقاتلين غير مكافئين ، فهذا معنى التسلط.
(فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ) فان لم يعترضوا لكم.
(وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ) أي الانقياد والاستسلام.
(فَما جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً) فما أذن لكم فى أخذهم وقتلهم.
٩١ ـ (سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّما رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيها فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولئِكُمْ جَعَلْنا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطاناً مُبِيناً) :
(سَتَجِدُونَ آخَرِينَ) هم قوم من بنى أسد وغطفان كانوا إذا أتوا المدينة أسلموا وعاهدوا ليأمنوا المسلمين فإذا رجعوا إلى قومهم كفروا ونكثوا عهودهم.
(كُلَّما رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ) كلما دعاهم قومهم إلى قتال المسلمين.
(أُرْكِسُوا فِيها) قلبوا فيها أقبح قلب وأشنعه ، وكانوا شرا فيها من كل عدو.
(حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ) حيث تمكنتم منهم.
(سُلْطاناً مُبِيناً) حجة واضحة لظهور عدوانهم وانكشاف حالهم فى