(لَيَقُولَنَ) وقرئ (ليقولن) بضم اللام ، إعادة الضمير إلى معنى (من) لأن قوله (لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَ) فى معنى الجماعة.
(كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ) اعتراض بين الفعل (لَيَقُولَنَ) وبين مفعوله وهو (يا لَيْتَنِي) أي : كأن لم تتقدم له معكم مودة ، لأن المنافقين كانوا يوادون المؤمنين ويصادقونهم فى الظاهر وإن كانوا يبغون لهم الغوائل فى الباطن.
(فَأَفُوزَ) قرئ : فأفوز ، بالرفع عطفا على (كُنْتُ مَعَهُمْ) لينتظم الكون معهم ، والفوز معنى التمني ، فيكونا متمنين جميعا.
ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف ، بمعنى : فأنا أفوز فى ذلك الوقت.
٧٤ ـ (فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) :
(يَشْرُونَ) يشترون ويبيعون.
فالذين يشترون الحياة الدنيا بالآخرة هم المبطئون ، وعظوا بأن يغيروا ما بهم من النفاق ويخلصوا الإيمان لله ورسوله ، ويجاهدوا فى سبيل الله حق الجهاد.
والذين يبيعون هم المؤمنون الذين يستحبون الآجلة على العاجلة ويستبدلونها بها. والمعنى : إن صد الذين مرضت قلوبهم وضعفت نياتهم عن القتال فليقاتل التائبون المخلصون. ووعد المقاتل فى سبيل الله ، ظافرا أو مظفورا به ، إيتاء الأجر العظيم على اجتهاده فى إعزاز دين الله.
٧٥ ـ (وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً) :