أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً) :
(الطَّاغُوتِ) كعب بن الأشرف ، سماه الله طاغوتا لإفراطه فى الطغيان وعداوة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
أو على التشبيه بالشيطان والتسمية باسمه.
أو جعل اختيار التحاكم إلى غير رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على التحاكم إليه تحاكما إلى الشيطان.
فقد روى أن بشرا المنافق خاصم يهوديا ، فدعاه اليهودي إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ودعاه المنافق إلى كعب بن الأشرف ، ثم إنهما احتكما إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقضى لليهودى ، فلم يرض المنافق وقال : تعال نتحاكم إلى عمر بن الخطاب ، فقال اليهودي لعمر : قضى لنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فلم يرض بقضائه. فقال للمنافق : أكذلك؟ قال : نعم. فقال عمر : مكانكما حتى أخرج إليكما. فدخل عمر فاشتمل على سيفه ثم خرج فضرب به عنق المنافق حتى برد. ثم قال : هكذا أقضى لمن لم يرض بقضاء الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم. فنزلت الآية.
٦١ ـ (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً) :
أي : إذا قيل لهم : أقبلوا على ما أنزل من قرآن وشريعة ، وعلى رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ليبين لكم ، رأيت الذين ينافقون يعرضون عنك إعراضا شديدا.
٦٢ ـ (فَكَيْفَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جاؤُكَ يَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنْ أَرَدْنا إِلَّا إِحْساناً وَتَوْفِيقاً) :
(فَكَيْفَ) يكون حالهم ، وكيف يصنعون. يعنى أنهم يعجزون عند ذلك فلا يصدرون أمرا ولا يؤدونه.
(إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) من التحاكم إلى غيرك واتهامهم لك فى الحكم.