(وهج) : الوهج حصول الضوء والحر من النار ، والوهجان كذلك وقوله تعالى : (وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً) أي مضيئا وقد وهجت النار توهج ووهج يهج ، ويوهج وتوهج الجوهر تلألأ.
(ولى) : الولاء والتوالي أن يحصل شيئان فصاعدا حصولا ليس بينهما ما ليس منهما ، ويستعار ذلك للقرب من حيث المكان ومن حيث النسبة ومن حيث الدين ومن حيث الصداقة والنصرة والاعتقاد ، والولاية النصرة ، والولاية تولى الأمر ، وقيل الولاية والولاية نحو الدلالة والدلالة ، وحقيقته نولى الأمر. والولي والمولى يستعملان فى ذلك كل واحد منهما يقال فى معنى الفاعل أي الموالي ، وفى معنى المفعول أي الموالي ، يقال للمؤمن هو ولى الله عزوجل ولم يرد مولاه ، وقد يقال : الله تعالى ولى المؤمنين ومولاهم ، فمن الأول قال الله تعالى : (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا) ـ (إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ) ـ (وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) ـ (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا) ـ (نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) ـ (وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى) قال عزوجل : (قُلْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ) ـ (وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ) ـ (ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِ) والوالي الذي فى قوله : (وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ) بمعنى الولي ونفى الله تعالى الولاية بين المؤمنين والكافرين فى غير آية ، فقال تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ) ـ إلى قوله ـ (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) ـ (لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَإِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ) ـ (وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ) ـ (ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ) ـ (تَرى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) ـ إلى قوله ـ (وَلَوْ كانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالنَّبِيِّ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِياءَ) وجعل بين الكافرين والشياطين موالاة فى الدنيا ونفى بينهم الموالاة فى الآخرة ، قال الله تعالى فى الموالاة بينهم فى الدنيا : (الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ) وقال : (إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ اللهِ) ـ (إِنَّا جَعَلْنَا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) ـ (فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ) فكما جعل بينهم وبين الشيطان موالاة جعل للشيطان فى الدنيا عليهم سلطانا فقال : (إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ) ونفى الموالاة بينهم فى الآخرة فقال فى موالاة الكفار بعضهم بعضا : (يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً) ـ (يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ) ـ (قالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنا هؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنا) الآية ، وقولهم