كاليد فإنها إذا عدمت فعلها الخاص بها فإطلاق اليد عليها كإطلاقها على يد السرير ورجله ، فقوله تعالى : (آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ) أي كما يفعل من وجد فيه معنى الإنسانية ولم يقصد بالإنسان عينا واحدا بل قصد المعنى وكذا قوله : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ) أي من وجد فيه معنى الإنسانية أي إنسان كان ، وربما قصد به النوع كما هو وعلى هذا قوله (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ).
(نوش) : النوش التناول ، قال الشاعر :
تنوش البرير حيث طاب اهتصارها
البرير ثمر الطلح والاهتصار الإمالة ، يقال هصرت الغصن إذا أملته ، وتناوش القوم كذا تناولوه ، قال : (وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ) أي كيف يتناولون الإيمان من مكان بعيد ولم يكونوا يتناولونه عن قريب فى حين الاختيار والانتفاع بالإيمان إشارة إلى قوله : (يَوْمَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها) الآية ومن همز فإما أنه أبدل من الواو همزة نحو ، أقتت فى وقتت ، وأدؤر فى أدور ، وإما أن يكون من النأش وهو الطلب.
(نوص) : ناص إلى كذا التجأ إليه ، وناص عنه ارتد ينوص نوصا والمناص الملجأ ، قال : (وَلاتَ حِينَ مَناصٍ).
(نيل) : النيل ما يناله الإنسان بيده ، نلته أناله نيلا ، قال : (لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ) ـ (وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً) ـ (لَمْ يَنالُوا خَيْراً) والنول التناول يقال نلت كذا أنول نولا وأنلته أوليته وذلك مثل عطوت كذا تناولت وأعطيته أنلته ونلت أصله نولت على فعلت ، ثم نقل إلى فلت. ويقال ما كان نولك أن تفعل كذا أي ما فيه نوال صلاحك ، قال الشاعر :
جزعت وليس ذلك بالنوال
قيل معناه بصواب. وحقيقة النوال ما يناله الإنسان من الصلة وتحقيقه ليس ذلك مما تنال منه مرادا ، وقال تعالى : (لَنْ يَنالَ اللهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ).