(أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ) وقال : (نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ) ومن المحسوس الذي بعين البصر نحو قوله : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً) وتخصيص الشمس بالضوء والقمر بالنور من حيث إن الضوء أخص من النور ، قال : (وَقَمَراً مُنِيراً) أي ذا نور. ومما هو عام فيهما قوله : (وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ) وقوله : (وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ) ـ (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها) ومن النور الأخروى قوله : (يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) ـ (وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا) ـ (انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ) ـ (فَالْتَمِسُوا نُوراً) ويقال أنار الله كذا ونوره وسمى الله تعالى نفسه نورا من حيث أنه هو المنور ، قال : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) وتسميته تعالى بذلك لمبالغة فعله. والنار تقال للهيب الذي يبدو للحاسة ، قال : (أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ) وقال : (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً) وللحرارة المجردة ولنار جهنم المذكورة فى قوله : (النَّارُ وَعَدَهَا اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) ـ (وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ) ـ (نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ) وقد ذكر ذلك في غير موضع. ولنار الحرب المذكورة فى قوله : (كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ) وقال بعضهم : النار والنور من أصل واحد وكثيرا ما يتلازمان لكن النار متاع للمقوين فى الدنيا والنور متاع لهم فى الآخرة ، ولأجل ذلك استعمل فى النور الاقتباس فقال تعالى : (نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ) وتنورت نارا أبصرتها ، والمنارة مفعلة من النور أو من النار كمنارة السراج أو ما يؤذن عليه ومنار الأرض أعلامها والنور النفور من الريبة وقد نارت المرأة تنور نورا ونوارا ونور الشجر ونواره تشبيها بالنور ، والنور ما يتخذ للوشم يقال نورت المرأة يدها وتسميته بذلك لكونه مظهرا لنور العضو.
(نوس) : الناس قيل أصله أناس فحذف فاؤه لما أدخل عليه الألف واللام ، وقيل قلب من نسى وأصله إنسيان على إفعلان ، وقيل أصله من ناس ينوس إذا اضطرب ، ونست الإبل سقتها ، وقيل ذو نواس ملك كان ينوس على ظهره ذؤابة فسمى بذلك وتصغيره على هذا نويس ، قال تعالى : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) والناس قد يذكر ويراد به الفضلاء دون من يتناوله اسم الناس تجوزا وذلك إذا اعتبر معنى الإنسانية وهو وجود الفضل والذكر وسائر الأخلاق الحميدة والمعاني المختصة به ، فإن كل شىء عدم فعله المختص به لا يكاد يستحق اسمه