وملت عليه تحاملت عليه ، قالت تعالى : (فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً واحِدَةً) والمال سمى بذلك لكونه مائلا أبدا وزائلا ، ولذلك سمى عرضا ، وعلى هذا دل قول من قال : المال قحبة تكون يوما فى بيت عطار ويوما فى بيت بيطار.
(مائة) : المائة : الثالثة من أصول الأعداد ، وذلك أن أصول الأعداد أربعة : آحاد ، وعشرات ، ومئات ، وألوف ، قال تعالى : (فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ) ـ (وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) ومائة آخرها محذوف ، يقال أمأيت الدراهم فأمأت هى أي صارت ذات مائة.
(ماء) : قال تعالى : (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍ) ـ (ماءً طَهُوراً) ويقال ماه بنى فلان ، وأصل ماء موه بدلالة قولهم فى جمعه أمواه ومياه فى تصغيره مويه ، فحذف الهاء وقلب الواو ، ورجل ماء القلب كثر ماء قلبه ، فماه هو مقلوب من موه أي فيه ماء ، وقيل هو نحو رجل قاه ، وماهت الركية تميه وتماه وبئر ماهية وماهة ، وقيل ماهية ، وأماه الرجل وأمهى بلغ الماء.
(ما) : فى كلامهم عشرة خمسة أسماء وخمسة حروف ، فإذا كان اسما فيقال للواحد والجمع والمؤنث على حد واحد ، ويصح أن يعتبر فى الضمير لفظه مفردا وأن يعتبر معناه للجميع. فالأول من الأسماء بمعنى الذي نحو قوله تعالى : (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَضُرُّهُمْ) ثم قال : (هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللهِ) لما أراد الجمع ، وقوله : (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً) الآية ، فجمع أيضا ، وقوله : (بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ) الثاني : نكرة نحو قوله : (نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ) أي نعم شيئا يعظكم به ، وقوله : (فَنِعِمَّا هِيَ) فقد أجيز أن يكون ما نكرة فى قوله : (ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها) وقد أجيز أن يكون صلة فما بعده يكون مفعولا تقديره أن يضرب مثلا بعوضة. الثالث : الاستفهام ويسأل به عن جنس ذات الشيء ونوعه وعن جنس صفات الشيء ونوعه ، وقد يسأل به عن الأشخاص والأعيان فى غير الناطقين. وقال بعض النحويين : وقد يعبر به عن الأشخاص الناطقين كقوله : (إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ) ـ (إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ) وقال الخليل : ما استفهام أي أىّ شىء تدعون من دون الله؟ وإنما جعله كذلك ؛ لأن ما هذه لا تدخل إلا فى المبتدأ والاستفهام الواقع آخرا نحو قوله : (ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ) الآية. ونحو ما تضرب أضرب. الخامس : التعجب نحو قوله : (فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ).