وبالبصيرة ، قال تعالى : (لَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ) وقال تعالى : (لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً) وملاقاة الله عزوجل عبارة عن القيامة وعن المصير إليه ، قال : (وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ) و (قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللهِ) واللقاء الملاقاة ، قال : (وَقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا) ـ (إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ) ـ (فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا) أي نسيتم القيامة والبعث والنشور ، وقوله تعالى : (يَوْمَ التَّلاقِ) أي يوم القيامة وتخصيصه بذلك لالتقاء من تقدم ومن تأخر والتقاء أهل السماء والأرض وملاقاة كل أحد بعمله الذي قدمه ، ويقال لقى فلان خيرا وشرّا ، قال الشاعر :
فمن يلق خيرا يحمد الناس أمره
وقال آخر :
تلقى السماحة منه والندى خلقا
ويقال لقيته بكذا إذا استقبلته به ، قال تعالى : (وَيُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَسَلاماً) ـ (وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً) وتلقاه كذا أي لقيه ، قال تعالى : (وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ) ـ (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ) والإلقاء طرح الشيء حيث تلقاه أي تراه ثم صار فى المتعارف اسما لكل طرح ، قال تعالى : (فَكَذلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُ) ـ (قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ) وقال تعالى : (قالَ أَلْقُوا) ـ (قالَ أَلْقِها يا مُوسى فَأَلْقاها) وقال : فليلقه اليم بالساحل ـ وإذا ألقوا فيها ـ (كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ) ـ (وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ) وهو نحو قوله : (وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ) ويقال ألقيت إليك قولا وسلاما وكلاما ومودة ، قال : (تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ) ـ (فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ) ـ (وَأَلْقَوْا إِلَى اللهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ) وقوله : (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً) فإشارة إلى ما حمل من النبوة والوحى وقوله تعالى : (أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) فعبارة عن الإصغاء إليه وقوله : (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً) فإنما ألقى تنبيها على أنه دهمهم وجعلهم فى حكم غير المختارين.
(لم) : تقول لممت الشيء جمعته وأصلحته ومنه لممت شعثه. قال : (وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلاً لَمًّا) واللمم مقاربة المعصية ويعبر به عن الصغيرة ويقال فلان يفعل كذا لمما أي حينا بعد حين وكذلك قوله : (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ