(قتر) : القتر تقليل النفقة وهو بإزاء الإسراف وكلاهما مدمومان ، قال تعالى : (وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً) ورجل قتور ومقتر ، وقوله تعالى : (وَكانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً) تنبيه على ما جبل عليه الإنسان من البخل كقوله تعالى : (وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَ) وقد قترت الشيء وأقترته وقتّرته أي قللته ومقتر فقير ، قال تعالى : (وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ) وأصل ذلك من القتار والقتر ، وهو الدخان الساطع من الشواء والعود ونحوهما فكأن المقتر والمقترّ يتناول من الشيء قتارة ، وقوله تعالى : (تَرْهَقُها قَتَرَةٌ) نحو قوله تعالى : (غَبَرَةٌ) وذلك شبه دخان يغشى الوجه من الكذب. والقترة ناموس الصائد الحافظ لقتار الإنسان أي الريح ؛ لأن الصائد يجتهد أن يخفى ريحه عن الصيد لئلا يند ، ورجل قاتر ضعيف كأنه قتر فى الخفة كقوله هو هباء ، وابن قترة حية صغيرة خفيفة ، والقتير رءوس مسامير الدرع.
(قتل) : أصل القتل إزالة الروح عن الجسد كالموت لكن إذا اعتبر بفعل المتولى لذلك يقال قتل وإذا اعتبر بفوت الحياة يقال موت قال تعالى : (أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ) وقوله تعالى : (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ) ـ (قُتِلَ الْإِنْسانُ) وقيل قوله تعالى : (قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ) لفظ قتل دعاء عليهم وهو من الله تعالى إيجاد ذلك ، وقوله تعالى : (فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) قيل معناه ليقتل بعضكم بعضا وقيل عنى بقتل النفس إماطة الشهوات وعنه استعير على سبيل المبالغة قتلت الخمر بالماء إذا مزجته ، وقتلت فلانا وقتّلته ، إذا ذللته ، قال الشاعر :
كأن عينى فى غربى مقتلة
وقتلت كذا علما : (وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً) أي ما علموا كونه مصلوبا يقينا. والمقاتلة المحاربة وتحرى القتل ، قال تعالى : (وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ) ـ (وَلَئِنْ قُوتِلُوا) ـ (قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ) ـ (وَمَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُقْتَلْ) وقيل القتل العدو والقرن وأصله المقاتل ، وقوله تعالى : (قاتَلَهُمُ اللهُ) قيل معناه لعنهم الله ، وقيل معناه قتلهم والصحيح أن ذلك هو المفاعلة والمعنى صار بحيث يتصدى لمحاربة الله فإن من قاتل الله فمقتول ومن غالبه فهو مغلوب كما قال تعالى : (وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ) وقوله تعالى : (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ) فقد قيل إن ذلك نهى عن وأد البنات ، وقال بعضهم بل نهى عن تضييع البذر بالعزلة ووضعه فى غير موضعه وقيل إن ذلك نهى عن شغل الأولاد بما يصدهم عن العلم وتحرى