سببه كقولهم للنبات ندى. وقيل معناه فسوف يلقون أثر الغى وثمرته قال : (وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ) ـ (وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ) ـ (إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ) ، وقوله تعالى : (وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى) أي جهل ، وقيل معناه خاب نحو قول الشاعر :
ومن يغو لا يعدم على الغى لائما
وقيل معنى غوى فسد عيشه من قولهم غوى الفصيل وغوى نحو هوى وهوى ، وقوله : (إِنْ كانَ اللهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ) فقد قيل معناه أن يعاقبكم على غيكم ، وقيل معناه يحكم عليكم بغيكم. وقوله تعالى : (قالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنا هؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنا) ـ (أَغْوَيْناهُمْ كَما غَوَيْنا) تبرأنا إليك إعلاما منهم أنا قد فعلنا بهم غاية ما كان فى وسع الإنسان أن يفعل بصديقه ، فإن حق الإنسان أن يريد بصديقه ما يريد بنفسه ، فيقول قد أفدناهم ما كان لنا وجعلناهم أسوة أنفسنا ، وعلى هذا قوله تعالى : (فَأَغْوَيْناكُمْ) ـ (إِنَّا كُنَّا غاوِينَ) ـ (فَبِما أَغْوَيْتَنِي) ـ (لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ)