العفعف وهو ثمر الأراك ، والاستعفاف طلب العفة ، قال : (وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ) وقال : (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً).
(عفر) : (قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِ) العفريت من الجن هو العارم الخبيث ، ويستعار ذلك للإنسان استعارة الشيطان له ، يقال عفريت نفريت ، قال ابن قتيبة : العفريت الموثق الخلق ، وأصله من العفر أي التراب ، وعافره صارعه فألقاه فى العفر ورجل عفر نحو شر وشمر ، وليث عفرين : دابة تشبه الحرباء تتعرض للراكب ، وقيل عفرية الديك والحبارى للشعر الذي على رأسهما.
(عفا) : العفو القصد لتناول الشيء ، يقال عفاه واعتفاه أي قصده متناولا ما عنده ، وعفت الريح الدار قصدتها متناولة آثارها ، وبهذا النظر قال الشاعر :
أخذ البلى آياتها فعفاها
وعفت الدار كأنها قصدت هى البلى ، وعفا النبت والشجر قصد تناول الزيادة كقولك أخذ النبت فى الزيادة ، وعفوت عنه قصدت إزالة ذنبه صارفا عنه ، فالمفعول فى الحقيقة متروك ، وعن متعلق بمضمر ، فالعفو هو التجافي عن الذنب ، قال : (فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى) ـ (ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ) ـ (إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ) ـ (وَاعْفُ عَنَّا). وقوله : (خُذِ الْعَفْوَ) أي ما يسهل قصده وتناوله ، وقيل معناه تعاطى العفو عن الناس ، وقوله : (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ) أي ما يسهل إنفاقه وقولهم : أعطى عفوا ، فعفوا مصدر فى موضع الحال أي أعطى وحاله حال العافي أي القاصد للتناول إشارة إلى المعنى الذي عد بديعا ، وهو قول الشاعر :
كأنك تعطيه الذي أنت سائله
وقولهم فى الدعاء أسألك العفو والعافية أي ترك العقوبة والسلامة ، وقال فى وصفه تعالى : (إِنَّ اللهَ كانَ عَفُوًّا غَفُوراً) وقوله : «وما أكلت العافية فصدقة» أي طلاب الرزق من طير ووحش وإنسان ، وأعفيت كذا أي تركته يعفو ويكثر ، ومنه قيل «أعفوا اللحى» والعفاء ما كثر من الوبر والريش ، والعافي ما يرد مستعير القدر من المرق فى قدره.