تعالى : (أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) وقوله تعالى : (فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ. لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ) وقوله : (أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ) فإنه يقال تسيطر فلان على كذا ، وسيطر عليه إذا أقام عليه قيام سطر ، يقول لست عليهم بقائم واستعمال المسيطر هاهنا كاستعمال القائم فى قوله : (أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ) وحفيظ فى قوله : (وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ) وقيل معناه : (لست عليهم بحفيظ) فيكون المسيطر كالكاتب فى قوله : (وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) وهذه الكتابة هى المذكورة فى قوله : (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ).
(سطا) : السطوة البطش برفع اليد يقال سطا به. قال تعالى : (يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا) وأصله من سطا الفرس على الرمكة يسطو إذا أقام على رجليه رافعا يديه إما مرحا وإما نزوا على الأنثى ، وسطا الراعي أخرج الولد ميتا من بطن أمه وتستعار السطوة للماء كالطغو ، يقال سطا الماء وطغى.
(سعد) : السعد والسعادة معاونة الأمور الإلهية للإنسان على نيل الخير ويضاده الشقاوة ، يقال سعد وأسعده الله ورجل سعيد وقوم سعداء وأعظم السعادات الجنة فلذلك قال تعالى : (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ) وقال : (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ) والمساعدة المعاونة فيما يظن به سعادة. وقوله لبيك وسعديك معناه أسعدك الله إسعادا بعد إسعاد أو ساعدكم مساعدة بعد مساعدة ، والأول أولى. والإسعاد فى البكاء خاصة وقد استسعدته فأسعدنى. والساعد العضو تصورا لمساعدتها وسمى جناحا الطائر ساعدين كما سميا يدين والسعدان نبت يغزر اللبن ولذلك قيل : مرعى ولا كالسعدان ، والسعدانة الحمامة وعقدة الشسع وكركرة البعير وسعود الكواكب معروفة.
(سعر) : السعر التهاب النار وقد سعرتها وسعّرتها وأسعرتها ، والمسعر الخشب الذي يسعر به ، واستعر الحرب واللصوص نحو اشتعل وناقة مسعورة نحو موقدة ومهيجة والسعار حر النار ، وسعر الرجل أصابه حر ، قال تعالى : (وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً) وقال تعالى : (وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ) وقرئ بالتخفيف وقوله : (عَذابِ السَّعِيرِ) أي حميم فهو فعيل فى معنى مفعول وقال تعالى : (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ) والسعر فى السوق تشبيها باستعار النار.