تعالى : (إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) وقال : (مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِها أَوْ دَيْنٍ) والدين يقال للطاعة والجزاء واستعير للشريعة ، والدين كالملة لكنه يقال اعتبارا بالطاعة والانقياد للشريعة ، قال : (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ) وقال : (وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ) أي طاعة (وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ) وقوله تعالى : (يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ) وذلك حث على اتباع دين النبي صلىاللهعليهوسلم الذي هو أوسط الأديان كما قال : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) وقوله : (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ) قيل يعنى الطاعة فإن ذلك لا يكون فى الحقيقة إلا بالإخلاص والإخلاص لا يتأتى فيه الإكراه ، وقيل إن ذلك مختص بأهل الكتاب الباذلين للجزية. وقوله : (أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ) يعنى الإسلام لقوله : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ) وعلى هذا قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِ) وقوله : (وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِ) وقوله : (وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ) ـ (فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ) أي غير مجزيين. والمدين والمدينة العبد والأمة ، قال أبو زيد : هو من قولهم دين فلان يدان إذا حمل على مكروه ، وقيل هو من دنته إذا جازيته بطاعته ، وجعل بعضهم المدينة من هذا الباب.
(دون) : يقال للقاصر عن الشيء دون ، قال بعضهم : هو مقلوب من الدنو ، والأدون الدنى وقوله تعالى : (لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ) أي ممن لم يبلغ منزلته منزلتكم فى الديانة ، وقيل فى القرابة. وقوله : (وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ) أي ما كان أقل من ذلك وقيل ما سوى ذلك والمعنيان يتلازمان. وقوله تعالى : (أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ) أي غير الله ، وقيل معناه إلهين متوصلا بهما إلى الله. وقوله : (لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ) ـ (وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) أي ليس لهم من يواليهم من دون أمر الله. وقوله : (قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا) مثله. وقد يقرأ بلفظ دون فيقال دونك كذا أي تناوله ، قال القتيبي يقال : دان يدون دونا : ضعف.