بين الشام والبادية ، قال تعالى : (فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ) فقوله : حاجزين صفة لأحد فى موضع الجمع ، والحجاز حبل يشد من حقو البعير إلى رسغه وتصور منه معنى الجمع فقيل احتجز فلان عن كذا واحتجز بإزاره ومنه حجزة السراويل ، وقيل إن أردتم المحاجزة فقبل المناجزة أي الممانعة قبل المحاربة ، وقيل حجازيك أي احجز بينهم.
(حد) : الحد الحاجز بين الشيئين الذي يمنع اختلاط أحدهما بالآخر ، يقال حددت كذا جعلت له حدا يميز. وحد الدار ما تتميز به عن غيرها وحد الشيء الوصف المحيط بمعناه المميز له عن غيره ، وحد الزنا والخمر سمى به لكونه مانعا لمتعاطيه عن معاودة مثله ومانعا لغيره أن يسلك مسلكه ، قال الله تعالى : (وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ) ، وقال تعالى : (تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلا تَعْتَدُوها) ، وقال : (الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ ما أَنْزَلَ اللهُ) أي أحكامه وقيل حقائق معانيه وجميع حدود الله على ثلاثة أوجه : إما شىء لا يجوز أن يتعدى بالزيادة عليه ولا القصور عنه كأعداد ركعات صلاة الفرض ، وإما شىء تجوز الزيارة عليه ولا يجوز النقصان عنه ، وإما شىء يجوز النقصان عنه ولا تجوز الزيادة عليه ، وقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ) أي يمانعون فذلك إما اعتبارا بالممانعة وإما باستعمال الحديد والحديد معروف قال عزوجل : (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ) وحددت السكين رققت حده وأحددته جعلت له حدا ثم يقال لكل ما دق فى نفسه من حيث الخلقة أو من حيث المعنى كالبصر والبصيرة حديد ، فيقال هو حديد النظر وحديد الفهم ، قال عزوجل : (فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) ويقال لسان حديد نحو لسان صارم وماض وذلك إذا كان يؤثر تأثير الحديد. قال تعالى : (سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ) ولتصور المنع سمى البواب حدادا وقيل رجل محدود ممنوع الرزق والحظ.
(حدب) : يجوز أن يكون فى الأصل فى الحدب حدب الظهر ، يقال حدب الرجل حدبا فهو أحدب واحدودب وناقة حدباء تشبيها به ثم شبه به ما ارتفع من ظهر الأرض فسمى حدبا ، قال تعالى : (وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ).
(حدث) : الحدوث كون الشيء بعد أن لم يكن عرضا كان ذلك أو