٤ ـ (وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِىّ) من دون مهر (إِنْ أَرَادَ النَّبِىُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ). أي أنّ هذا الحكم خاص للنبي صلىاللهعليهوآله ولا يشمل سائر المؤمنين (قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِى أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ).
وبناءً على هذا ، فإذا كنّا قد حدّدنا بعض المسائل فيما يتعلق بالزواج من هؤلاء النسوة ، فقد كان ذلك استناداً إلى مصلحة حاكمة في حياتك وحياتهن ، ولم يكن أيّ من هذه الأحكام والمقررات اعتباطياً وبدون حساب.
ثم تضيف الآية : (لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ). وبالتالي ستكون قادراً على أداء المسؤوليات الملقاة على عاتقك في القيام بهذا الواجب (وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا).
إنّ الجملة الأخيرة في الآية أعلاه إشارة في الواقع إلى فلسفة هذه الأحكام الخاصة بنبينا الأكرم صلىاللهعليهوآله ، حيث تقول : إنّ للنبي ظروفاً لا يعيشها الآخرون ، وهذا التفاوت في الظروف أصبح سبباً للتفاوت في الأحكام.
إنّ الهدف من هذه الأحكام رفع بعض المشاكل والصعوبات من كاهل النبي صلىاللهعليهوآله.
(تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللهُ عَلِيماً حَلِيماً) (٥١)
سبب النّزول
نزلت الآية حين غار بعض امّهات المؤمنين على النبي صلىاللهعليهوآله وطلب بعضهن زيادة النفقة فهجرهن شهراً حتى نزلت آية التخيير ، فأمره الله تعالى أن يخيرهن بين الدنيا والآخرة ... وعلى أنّه يؤوي من يشاء منهن ويرجي من يشاء منهن ويرضين به ، قسم لهنّ ، أو لم يقسم ، أو قسم لبعضهنّ ولم يقسم لبعضهن أو فضل بعضهن على بعض في النفقة والقسمة والعشره أو سوّى بينهن ، والأمر في ذلك إليه يفعل ما يشاء وهذه من خصائصه صلىاللهعليهوآله ، فرضين بذلك كله واخترنه على هذا الشرط.
التّفسير
حل مشكلة اخرى في حياة النبي : إنّ قائداً ربّانياً عظيماً كالنبي صلىاللهعليهوآله خاصة يجب أن