المجال عبر صحف خاصة ، يندى لها الجبين ، ولجاهلية العرب مئة مرتبة من الشرف على هذه الجاهلية.
إنّ ما قلناه كان جانباً من العبء الملقى على عاتقنا لبيان حياة الذين يبتعدون عن الله تعالى ، فإنّهم وإن امتلكوا آلاف الجامعات والمراكز العلمية والعلماء المعروفين ، فهم غارقون في وحل الفساد ومستنقع الرذيلة ، بل إنّهم قد يضعون هذه المراكز العلمية وعلماءها في خدمة هذه الفجائع والمفاسد أحياناً.
(إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (٣٥)
سبب النّزول
في تفسير مجمع البيان : لمّا رجعت أسماء بنت عميس من الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب ، دخلت على نساء رسول الله صلىاللهعليهوآله فقالت : هل نزل فينا شيء من القرآن؟ قلن : لا. فأتت رسول الله صلىاللهعليهوآله فقالت : يا رسول الله! إنّ النساء لفي خيبة وخسار. فقال : «وممّ ذلك»؟ قالت : لأنّهن لا يذكرن بخير كما يذكر الرجال. فأنزل الله تعالى هذه الآية.
التّفسير
شخصية المرأة ومكانتها في الإسلام : بعد البحوث التي ذكرت في الآيات السابقة حول واجبات أزواج النبي صلىاللهعليهوآله ، فقد ورد في هذه الآية كلام جامع عميق المحتوى في شأن كل النساء والرجال وصفاتهم ، وبعد أن ذكرت عشر صفات من صفاتهم العقائدية والأخلاقية والعملية ، بيّنت الثواب العظيم المعدّ لهم في نهايتها. تقول الآية : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ). أي المطيعين لأوامر الله والمطيعات.
وهو إشارة إلى أنّ «الإسلام» هو الإقرار باللسان الذي يجعل الإنسان في صف المسلمين ، ويصبح مشمولاً بأحكامهم ، إلّاأنّ «الإيمان» هو التصديق بالقلب والجنان.