وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ).
وبهذا الشكل اعترفوا بأنّهم كذّبوا الأنبياء وانكروا آيات الله ، وبالطبع فإنّ مصيرهم لن يكون أفضل من هذا.
هذا النقاش القصير ينتهي مع اقترابهم من عتبة جهنم : (قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبّرِينَ).
فأبواب جهنم ـ كما أشرنا إليها من قبل ـ يمكن أن تكون قد نظّمت حسب أعمال الإنسان ، وإنّ كل مجموعة كافرة تدخل جهنم من الباب الذي يتناسب مع أعمالها ، وذلك مثل أبواب الجنة التي يطلق على أحد أبوابها اسم «باب المجاهدين».
والذي يلفت النظر هو أنّ ملائكة العذاب تؤكّد على مسألة التكبر من بين بقية الصفات الرذيلة التي تؤدّي بالإنسان إلى السقوط في نار جهنم ، وذلك إشارة إلى أنّ التكبر والغرور وعدم الإنصياع والاستسلام أمام الحق هو المصدر الرئيسي للكفر والإنحراف وإرتكاب الذنب. ولهذا نقرأ في رواية ـ في الكافي ـ عن الإمامين الباقر والصادق عليهماالسلام قالا : «لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرّة من كبر».
(وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (٧٣) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) (٧٤) وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٧٥)
المتقون يدخلون الجنة افواجاً : هذه الآيات ـ التي هي آخر آيات سورة (الزمر) ـ تواصل بحثها حول موضوع المعاد ، حيث تتحدث عن كيفية دخول المؤمنين المتقين الجنة ، بعد أن كانت الآيات السابقة قد استعرضت كيفية دخول الكافرين جهنم ، لتتوضح الامور أكثر من خلال هذه المقارنة. في البداية تقول : (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا).
عبارة (سيق) أثار التساؤل ، لأنّ هذا التعبير يستخدم في موارد يكون تنفيذ العمل فيها من دون أيّ اشتياق ورغبة في تنفيذه ، ولذلك فإنّ هذه العبارة صحيحة بالنسبة لأهل