الرّوافع ،
وأنذركم بالحجج البوالغ ، فأحصاكم عددا ، ووظّف لكم مددا ، في قرار خبرة ، ودار
عبرة ، أنتم مختبرون فيها ، ومحاسبون عليها. فإنّ الدّنيا رتق مشربها
، ردغ مشرعها ، يونق منظرها
، ويوبق مخبرها. غرور حائل ، وضوء آفل ، وظلّ زائل ، وسناد مائل ، حتّى إذا أنس
نافرها ، واطمأنّ ناكرها ، قمصت بأرجلها ، وقنصت بأحبلها ، وأقصدت بأسهمها ،
وأعلقت المرء أوهاق المنيّة قائدة له
إلى ضنك المضجع ، ووحشة المرجع ، ومعاينة المحلّ ، وثواب العمل.
وأضاف الإمام
قائلا :
فهل
ينتظر أهل بضاضة الشّباب إلاّ حواني الهرم؟ وأهل غضارة الصّحّة إلاّ نوازل السّقم؟
وأهل مدّة البقاء إلاّ آونة الفناء؟ مع قرب الزّيال ،
وأزوف الانتقال ، وعلز الفلق ، وألم
المضض ، وغصص الجرض وتلفّت
الاستغاثة بنصرة الحفدة والأقرباء ، والأعزّة والقرناء! فهل دفعت الأقارب ، أو
نفعت النّواحب ، وقد غودر
في محلّة الأموات
__________________