تسقط من خوف الله : (وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ).
لكن قلوب بني إسرائيل أشد قسوة من الحجارة ، فلا تنفجر منها عاطفة ولا علم ، ولا تنبع منها قطرة حب ، ولا تخفف من خوف الله.
والله عالم بما تنطوي عليه القلوب وما تفعله الأيدي : (وَمَا اللهُ بَغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).
العِبر في هذه القصة : هذه القصة لها دلالات على قدرة الله اللامتناهية ، وكذلك على مسألة المعاد.
إضافة إلى ما سبق ، هذه القصة تعلمنا أنّنا ينبغي أن لا نتزمت ولا نتشدد في الامور كي لا يتشدد الله معنا.
ولعل انتخاب البقرة للذبح يستهدف غسل أدمغة هؤلاء القوم من فكرة عبادة العجل. (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (٧٥) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (٧٦) أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ)(٧٧)
سبب النّزول
في تفسير مجمع البيان روي عن الإمام أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عليهالسلام أنّه قال : «كان قوم من اليهود ليسوا من المعاندين المتوطئين ، إذا لقوا المسلمين حدّثوهم بما في التوراة من صفة محمّد ، فنهاهم كبراؤهم عن ذلك ، وقالوا : لا تخبروهم بما في التوراة من صفة محمّد فيحاجّوكم به عند ربّكم فنزلت هذه الآية».
التّفسير
لا أمل في هؤلاء : كان سياق الآيات السابقة يتجه نحو سرد تاريخ بني إسرائيل ، وفي هاتين الآيتين يتجه الخطاب نحو المسلمين ويقول لهم : لا تعقدوا الآمال على هداية هؤلاء اليهود ، فهم مصّرون على تحريف الحقائق ونكران ما عقلوه (أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ