فأقضيك فى الآخرة يقول ذلك مستهزئا لأنه (١) لا يؤمن بما فى القرآن من الثواب والعقاب يقول الله ـ تعالى ـ : (أَطَّلَعَ) على (الْغَيْبَ) يعنى العاص حين يقول إنه (٢) يعطى فى الآخرة ما يعطى المؤمنون (أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) ـ ٧٨ ـ يقول أم اعتقد عند الرحمن التوحيد (كَلَّا) لا يعطى العاص ما يعطى المؤمنون ، ثم استأنف فقال سبحانه : (سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ) يعنى من الحفظة من الملائكة تكتب ما يقول العاص أنه يعطى ما يعطى المؤمنون فى الجنة ، (وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا) ـ ٧٩ ـ يعنى الذي لا انقطاع له (وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ) أنه يعطى فى الجنة ما يعطى المؤمنون فنرثه عنه ويعطاه غيره ، ثم قال ـ سبحانه ـ : (وَيَأْتِينا فَرْداً) ـ ٨٠ ـ العاص فى الآخرة ليس معه شيء من دنياه. ثم ذكر كفار مكة العاص ، والنضر ، وأبا جهل ، وغيرهم فقال سبحانه : (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً) يعنى اللات ، والعزى ، ومناة ، وهبل ، (لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا) ـ ٨١ ـ يعنى منعا يمنعونهم من الله ـ عزوجل ـ نظيرها فى يس (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ) (٣) يعنى يمنعون ، يقول الله ـ عزوجل ـ : (كَلَّا) لا تمنعهم الآلهة من الله ، ثم استأنف فقال : (سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ) يقول ستبرأ الآلهة فى الآخرة من كل من كان يعبدها فى الدنيا (وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا) ـ ٨٢ ـ يقول تكون آلهتهم يومئذ لهم أعداء ، كقوله سبحانه : (لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) (٤) يعنى للناس ، وكقوله
__________________
(١) فى أ : بالآية ، ل : لأنه.
(٢) فى أ : «يعطا» ، بالألف.
(٣) سورة يس : ٧٤.
(٤) سورة البقرة : ١٤٣.