أعطيته عن نفسك (قالَ) الخضر لموسى ـ عليهماالسلام : (أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً) ـ ٧٥ ـ وإنما قال : ألم أقل لك لأنه كان قد تقدم (١) إليه قبل ذلك «بقوله» (٢) : (إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً) على ما ترى من العجائب (قالَ) موسى : (إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَها) يعنى [٢٢٩ أ] بعد قتل النفس (فَلا تُصاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً) ـ ٧٦ ـ يقول لقد أبلغت (٣) فى العذر إلى (فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها) الطعام تسمى القرية «باجروان» (٤) ويقال أنطاكية.
قال مقاتل : قال قتادة : هي القرية (٥) (فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما) يعنى أن يطعموهما (فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَ) كانوا بلوا الطين (٦) (فَأَقامَهُ) الخضر جديدا فسواه (قالَ) موسى عمدت إلى قوم لم يطعمونا ولم يضيفونا فأقمت لهم جدارهم فسويته لهم بغير أجر يعنى بغير طعام ولا شيء (لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً) ـ ٧٧ ـ أى لو شئت أعطيت عليه شيئا (قالَ) الخضر : (هذا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ) يعنى بعاقبة (ما لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً) ـ ٧٨ ـ كقوله سبحانه ـ : (يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ) (٧) يعنى عاقبته ثم قال الخضر لموسى ـ عليهماالسلام : (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها)
__________________
(١) فى أ : يقدم ، ل : قد تقدم ، وهذا القول مكرر فى ا. فقد ذكر فى تفسير الآية السابقة.
(٢) بقوله : زيادة اقتضاها المقام ، ليست فى ا ، ل.
(٣) فى أ : بلغت ، ل : أبلغت.
(٤) فى أ : باجروان ، ل : بدون إعجام.
(٥) أى أنطاكية.
(٦) من ل ، وفى أ : كانوا بلول الطين.
(٧) سورة الأعراف : ٥٣.