الكلام ف (قالَ) الخضر (إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً) ـ ٦٧ ـ قال موسى : ولم؟ قال : لأنى أعمل أعمالا لا تعرفها ولا تصبر على ما ترى من العجائب (١) حتى تسألنى عنه (وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً) ـ ٦٨ ـ يعنى علما (قالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ صابِراً) قال مقاتل : فلم يصبر موسى ولم يأثم بقوله (سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ صابِراً) على ما أرى من العجائب فلا أسألك عنها (وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً) ـ ٦٩ ـ فيما أمرتنى به أو نهيتني عنه (قالَ) الخضر ـ عليهالسلام ـ : (فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً) ـ ٧٠ ـ [٢٢٨ ب] يقول حتى أبين لك بيانه (فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا رَكِبا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَها) (٢) : «فمرت سفينة» (٣) فيها ناس فقال الخضر : يا أهل السفينة احملونا معكم فى بحر أيلة. قال بعضهم : إن هؤلاء لصوص (٤) فلا تحملوهم معنا. قال صاحب السفينة : أرى وجوه أنبياء وما هم بلصوص فحملهم بأجر فعمد الخضر فضرب ناحية السفينة بقدوم فخرقها فدخل الماء فيها فعمد موسى فأخذ ثيابا فدسها فى خرق السفينة فلم يدخل الماء وكان موسى ـ عليهالسلام ـ ينكر الظلم ، فقام موسى إلى الخضر ـ عليهماالسلام ـ فأخذ بلحيته و (قالَ) له موسى : (أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَها لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً) ـ ٧١ ـ يعنى لقد أتيت أمرا منكرا فالتزمه الخضر وذكره الصحبة وناشده بالله وركب الخضر على الخرق لئلا يدخلها الماء (قالَ) له الخضر : (أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً) ـ ٧٢ ـ
__________________
(١) فى أ : العجايب.
(٢) ما بين القوسين «...» : ساقط من أ ، ل.
(٣) فى أ : فمرت به سفينة ، ل : فمرت سفينة.
(٤) فى أ : للصوص ، ل : لصوص.