يعنى القمص تقيكم (الْحَرَّ) يعنى من الكتان ، والقطن (١) ، والصوف (وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ) من القتل والجراحات يعنى درع الحديد بإذن الله ـ عزوجل ـ (كَذلِكَ) يعنى هكذا (يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ) ـ ٨١ ـ يعنى لكي تسلموا نظيرها فى سبأ (٢) ، والأنبياء (وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ) (٣) يعنى فهل أنتم مخلصون لكي تخلصوا إليه بالتوحيد (فَإِنْ تَوَلَّوْا) يقول فإن أعرضوا عن التوحيد (فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ) ـ ٨٢ ـ يقول عليك يا محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أن تبلغ وتبين لهم أن الله ـ عزوجل ـ واحد لا شريك له.
(يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ) التي ذكرهم فى هؤلاء الآيات من قوله ـ عزوجل ـ : (جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً ...) إلى أن قال (... لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ) (٤) فتعرفون هذه النعم أنها كلها من الله ـ عزوجل ـ وذلك أن كفار مكة كانوا إذا سئلوا من أعطاكم هذا الخير ، قالوا : الله أعطانا. فإن دعوا إلى التوحيد
__________________
(١) فى حاشية أما يأتى : فى القطن ثلاث لغات ضم الطاء وإسكانها وتشديد النون مع الضم للطاء أيضا وشبهه الجبن والبدن.
(٢) يشير إلى الآيات : ١٥ ، ١٦ ، ١٧ ، ١٨ ، ١٩ من سورة سبأ.
(٣) سورة الأنبياء الآية : ٨٠. وليس فى سورة سبأ ما يماثل هذه الآية فى اللفظ. وإن كانت الآيات ١٥ ـ ١٩ تقرب منها فى المعنى.
(٤) الآيتان ٨٠ ، ٨١ من سورة النحل وهما :
(وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً ، وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها أَثاثاً وَمَتاعاً إِلى حِينٍ. وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ).
تفسير مقاتل ـ ٣١