ولو قال اجعل أفئدة الناس تهوى إليهم لازدحم عليهم الحرز (١) والديلم ولكنه قال : اجعل أفئدة من الناس (رَبَّنا إِنَّكَ تَعْلَمُ ما نُخْفِي) يعنى ما نسر من أمر إسماعيل فى نفسي من الجزع عليه أنه فى غير معيشة ، ولا ماء فى أرض غربة ، ثم قال : (وَما نُعْلِنُ) يعنى من قوله : «ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع» (٢) يعنى مكة فهذى الذي أعلن (وَما يَخْفى عَلَى اللهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ) ـ ٣٨ ـ (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ) بالأرض (٣) المقدسة بعد ما هاجر إليها (إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ) ووهب لي إسماعيل من هاجر جاريته وإبراهيم يومئذ [١٩٥ أ] ابن ستين سنة ووهب له إسحاق وهو ابن سبعين سنة فالأنبياء كلهم من إسحاق غير نبينا محمد (٤) ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فإنه من ذرية إسماعيل (٥) ، ثم قال إبراهيم : (إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاءِ) ـ ٣٩ ـ (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) فاجعلهم أيضا مقيمين الصلاة (رَبَّنا وَتَقَبَّلْ دُعاءِ) ـ ٤٠ ـ يقول ربنا واستجب دعائي فى إقامة الصلاة لنفسه ولذريته (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَ) يعنى أبويه (وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ) ـ ٤١ ـ (وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ) يا محمد (٦) (غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ) (٧) (الظَّالِمُونَ) يعنى مشركي مكة (إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ) عن
__________________
(١) فى ل : الحزر ، أ : الخزر.
(٢) سورة إبراهيم : ٣٧.
(٣) فى الأصل : بأرض.
(٤) فى ل : غير محمد ، أ : غير نبينا محمد.
(٥) فى أ : إسماعيل ـ صلىاللهعليهوسلم ، ل : إسماعيل.
(٦) فى أ : يا محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ، ل : يا محمد.
(٧) فى أ : يقول ، وفى حاشية أ : الآية «بعمل». وفى ل : يعمل.