علم بين أهل الجنة وبين الخدم إذا أرادوا الطعام والشراب دعواهم أن يقولوا فى الجنة (سُبْحانَكَ اللهُمَّ) فإذا الموائد قد جاءت فوضعت ميلا فى ميل قوائمها اللؤلؤ ودخل عليهم الخدم من أربعة آلاف باب معهم صحاف الذهب سبعون ألف صحفة فى كل صحفة لون من الطعام ليس فى صاحبتها مثله ، كلما شبع ألقى الله عليه ألف باب من الشهوة كلما شبع أتى بشربة تهضم ما قبلها بمقدار أربعين عاما ويؤتون بألوان الثمار وتجيء الطير أمثال البخت مناقيرها لون وأجنحتها لون وظهورها لون ، وبطونها لون ، وقوائمها لون ، تتلألأ نورا حتى تقف بين يديه فى بيت طوله فرسخ فى فرسخ فى غرفة فيها سرر موضونة ، والوضن مشبك (١) وسطه بقضبان الياقوت والزمرد الرطب ، ألين من الحرير قوائمها (٢) اللؤلؤ حافتاه (٣) ذهب وفضة عليه من الفرش مقدار سبعين غرفة فى دار الدنيا لو أن رجلا وقع من تلك (٤) الغرف لم يبلغ قرار الأرض [١٦٤ أ] سبعين عاما فيأكلون ويشربون وتقوم (٥) الطير وتصطف بين يديه وتقول يا ولى الله رعيت فى روضة كذا وكذا وشربت من عين كذا وكذا فأيتهن أعجبه وصفها وقعت على مائدته نصفها قديد (٦) سبعون ألف لون من الطير الواحد والنصف شواء فيأكل منها ما أحب ثم يطير فينطلق إلى الجنة لأنه ليس فى الجنة من يموت (٧) (وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ) وذلك
__________________
(١) فى أ : يشك ، ل : مشبك.
(٢) فى أ ، ل : قوائمها.
(٣) فى أ : حافاته ، ل : حافتاه.
(٤) فى أ : ذلك ، ل : تلك.
(٥) فى أ ، ل : وتقول.
(٦) فى أ : قدير.
(٧) هذا من الإسرائيليات التي نقلها مقاتل فى التفسير ، وما كان أغنى كتاب الله عن هذه الأقاويل.