(حَلِيمٌ) ـ ١١٤ ـ يعنى تقى زكى (وَما كانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ) وذلك أن الله أنزل فرائض فعمل بها المؤمنون ثم نزل بعد ما نسخ به الأمر الأول فحولهم إليه ، وقد غاب أناس لم يبلغهم ذلك فيعملوا بالناسخ بعد النسخ وذكروا ذلك للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقالوا : يا نبى الله ، كنا عندك والخمر حلال والقبلة إلى بيت المقدس ثم غبنا عنك فحولت القبلة ولم نشعر بها فصلينا إليها بعد التحويل والتحريم. وقالوا (١) : ما ترى يا رسول الله. فأنزل الله ـ عزوجل ـ (وَما كانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ) المعاصي. يقول ما كان الله ليترك قوما حتى يبين لهم ما يتقون حين رجعوا من الغيبة وما يتقون من المعاصي (إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) ـ ١١٥ ـ من أمرهم بنسخ ما يشاء من القرآن فيجعله منسوخا ويقر ما يشاء فلا ينسخه.
(إِنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ) الأحياء (وَما لَكُمْ) معشر الكفار (مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍ) يعنى من قريب بنفسكم (وَلا نَصِيرٍ) ـ ١١٦ ـ يعنى ولا مانع لقول الكفار إن القرآن ليس من عند الله إنما يقوله محمد من تلقاء نفسه نظيرها فى البقرة (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ ...) إلى آخر الآية ـ : (أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) صلى الله عليه وسلم (لَقَدْ تابَ اللهُ) يعنى تجاوز الله عنهم (عَلَى النَّبِيِ) ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ) ثم نعتهم فقال : (الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ) يعنى غزاة تبوك وأصاب
__________________
(١) فى أ : فقالوا.
(٢) سورة البقرة : ١٠٦.