ابن هشام (أَوْ يَقْتُلُوكَ) يعنى أبا جهل (أَوْ يُخْرِجُوكَ) من مكة يعنى به هشام ابن عمرو (وَيَمْكُرُونَ) بالنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ الشر (وَيَمْكُرُ اللهُ) بهم حين أخرجهم من مكة فقتلهم ببدر فذلك قوله : (وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ) ـ ٣٠ ـ أفضل مكرا منهم وأنزل الله (أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً) يقول أم أجمعوا على أمر (فَإِنَّا مُبْرِمُونَ) (١) يقول لنخرجنهم إلى بدر فنقتلهم أو نعجل أرواحهم إلى النار قوله : (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا) يعنى القرآن (قالُوا قَدْ سَمِعْنا لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا) القرآن ، قال ذلك النضر بن الحارث بن علقمة من بنى عبد الدار بن قصى. ثم قال : (إِنْ هذا) الذي يقول محمد من القرآن : (إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) ـ ٣١ ـ يعنى أحاديث الأولين يعنى محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يحدث عن الأمم الخالية ، وأنا أحدثكم عن رستم ، وأسفندباز ، كما يحدث محمد (٢) فقال : عثمان ابن مظعون الجمحي : اتق الله يا نضر فإن محمدا يقول الحق ، قال : وأنا أقول الحق ، قال عثمان : فإن محمدا يقول : لا إله إلا الله. قال : وأنا أقول لا إله إلا الله. [١٤٥ أ] ولكن الملائكة بنات الرحمن (٣) فأنزل الله عزوجل فى ـ حم الزخرف ـ فقال : «قل» يا محمد (إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) (٤) أول الموحدين من أهل مكة فقال عند ذلك : ألا ترون قد صدقنى (٥) ـ (إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ) قال الوليد بن المغيرة : لا والله ما صدقك ولكنه قال :
__________________
(١) سورة الزخرف : ٧٩.
(٢) فى أ : محمد صلىاللهعليهوسلم ، ل. محمد.
(٣) ورد ذلك لباب النقول فى أسباب النزول للسيوطي ، ١٠٩.
(٤) سورة الزخرف آية : ٨١.
(٥) فى أ : صدقتم.