وهذه (١) حكاية مذاهب «لهشام» فى اشياء من لطيف الكلام :
كان (٢) هشام يقول ان الجنّ مأمورون ومنهيّون لأنه قال : (يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ) الآية (٥٥ : ٣٣) وقال : (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) (٥٥ : ٧٧) ، وكان يقول فى وسواس الشيطان ان الله سبحانه يقول : الوسواس الخنّاس الّذي يوسوس فى صدور الناس (١١٤ : ٤ ـ ٥) قال : فعلمنا انه يوسوس وليس يدخل (٣) ابدان الناس ولكن قد يجوز ان يكون الله سبحانه قد جعل (٤) الجوّ (٥) اداةً للشيطان يصل (٦) بها الى القلب من غير ان يدخل فيه ، قال ويعلم ما يحدث فى القلب وليس ذلك بغيب لأن الله سبحانه قد جعل عليه دليلا ، مثل ذلك ان يشير الرجل الى الرجل ان أقبل او أدبر فيعلم ما يريد فكذلك (٧) اذا فعل الانسان فعلا يريد شيئا من البرّ عرف الشيطان ذلك (٨) بالدليل فينهى الانسان عنه
وقال هشام فى الملئكة انهم مأمورون منهيّون لقول الله عزوجل : (وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ) (٩) (٢١ : ٢٩) وقال : (يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) (١٦ : ٥٠)
__________________
(١) وهذه : هذه د [ق]
(٢) كان : فان [ق]
(٣) يدخل : قد جعل د
(٤) قد جعل : يجعل ح وكذا فى س ثم صححها الناسخ
(٥) الجو : هكذا صحح فى س ح بين السطرين وفى الاصول كلها : الجن
(٦) يصل : يميل س ح
(٧) فكذلك : وكذلك [ق]
(٨) اذا ... ذلك : ساقطة من ح
(٩) جهنم : جهنم كذلك تجزى الظالمين [ق]