من الجزء الّذي لا يتجزّأ ، واجابوا أيضا بجواب آخر وهو انه لا شيء فعله الله سبحانه بعبد الله (١) من الصلاح الا وهو قادر على (٢) اصلح منه لزيد ولا صلاح فعله بزيد الا وهو يقدر (٣) على ما هو اصلح منه لمحمد وكذلك (٤) كل واحد من عبيده ابدا ، وزعموا انه لا يجوز فى حكمة الله سبحانه ان يدّخر عنهم شيئا اصلح مما فعله بهم لهم (٥) وانّ ادنى فعله بهم ليس فى مقدوره ما هو اصلح لهم منه وليس شيء فعله بهم من الصلاح الا وهو قادر على مثله او امثاله لا غاية لذلك ولا جميع له وانه (٦) قادر على دون ما فعله بهم من الصلاح وعلى ضدّه من الفساد
وقال (٧) بعض من لا يصف الله بالقدرة على لطيفة لو فعلها بمن علم انه لا يؤمن من الكفّار لآمن : قد (٨) يوصف القديم بالقدرة على ان يفعل بعباده فى باب الدرجات والزيادة من الثواب اكثر مما فعله بهم (٩) لأنه لو بقّاه اكثر مما يبقى لازداد الى طاعاته طاعات يكون ثوابه اعظم من ثوابه لمّا اخترمه ، فاما ما هو استدعاء الى فعل الايمان واستصلاح التكليف فلا يوصف بالقدرة على اصلح مما فعله بهم ، وهذا قول «الجبّائى»
وليس يجيز ذلك من وصفنا قوله آنفا من اصحاب الاصلح ان
__________________
(١) بعبد الله : فى الاصول : بعبده
(٢) قادر على : قادر ق س
(٣) وهو يقدر : ويقدر ق وهو ح
(٤) وكذلك : وذلك ق
(٥) بهم لهم : بهم ح وفى موضعها اثر حك
(٦) وانه : فانه س
(٨) قد : وقد ح
(٩) بعباده ـ بهم : لعله بعبده ـ به
(٧) (٩ ـ ١٥) راجع ص ٢٤٧ ـ ٢٤٨ و ٢٥٠ ـ ٢٥١