وقال (١) «النظّام» واصحابه و «على الاسوارى» و «الجاحظ» وغيرهم : لا يوصف الله سبحانه بالقدرة على الظلم والكذب وعلى ترك الاصلح من الافعال الى ما ليس باصلح وقد يقدر على ترك ذلك الى امثال له لا نهاية لها مما يقوم مقامه ، واحالوا ان يوصف البارئ بالقدرة على عذاب المؤمنين والاطفال والقائم فى جهنّم
وقال (٢) «ابو الهذيل» ان الله سبحانه يقدر (٣) على الظلم والجور (٤) والكذب وعلى ان يجور ويظلم ويكذب فلم يفعل ذلك لحكمته ورحمته ومحال ان يفعل شيئا من ذلك
وقال «ابو موسى» وكثير من المعتزلة ان الله سبحانه يقدر على الظلم والكذب ولا يفعلهما ، فاذا قيل : فلو فعلهما؟ قالوا : لا يفعلهما اصلا وهذا الكلام قبيح لا يحسن اطلاقه فى رجل من صلحاء المسلمين فكذلك لا يطلق فى الله عزوجل وليس بجائز ان يقول قائل : لو زنى ابو بكر وكفر عليّ كيف يكون القول فيهما؟ وقد علمنا ان الله سبحانه لا يظلم بالدلائل فلذلك (٥) نستقبح القول : لو فعل الظلم ، وكان «ابو موسى» اذا جدّد القول عليه قال : (٦) لو ظلم مع وجود الدلائل على انه لا يظلم لكانت (٧) تدلّ دلائل على انه يظلم وكان يكون ربّا إلها
__________________
(٣) يقدر : كذا فى ح تصحيحا وفى سائر الاصول لا يقدر ولعله قد يقدر
(٤) الجور والظلم ح
(٥) فلذلك : فكذلك ح
(٦) عليه القول ح
(٧) لكانت : كانت ح
(١) (١ ـ ٥) راجع ص ٢٠٠ و ٢٥٠ : ١ ـ ٢ وكتاب الانتصار ص ١٧ ـ ١٨ و ٢٣ ـ ٢٤ و ٢٦ و ٤٣ و ٤٤ و ٤٩ و ١٢٩ والفرق ص ١١٥ ـ ١١٦ والفصل ٣ : ١٦٤ ـ ١٦٥ والملل ص ٣٧
(٢) (٦ ـ ٨) راجع ص ٢٠٠ : ١٢ ـ ١٥ وكتاب الانتصار ص ٩ : ١٣