غيره وهو عزوجل مستغن عن الافضال ان يفضل (١) بها او يشرف بها وانما يشرف ويفضل بالافضال من تفضّل الله بها عليه ، وكذلك يقول غيره
وكان (٢) يزعم ان الله خيّر بما فعل من الخير لأن من كثر منه الشرّ قيل [له] شرير ، وزعم ان الامراض والاسقام ليست بشرّ فى الحقيقة وانما هى شرّ فى المجاز وكذلك كان قوله فى جهنّم ، وكان يزعم ان جمع (٣) فاعل الشرّ اشرار ، وكان يقول ان عذاب جهنّم ليس بخير ولا شرّ فى الحقيقة لأن الخير هو النعمة وما للانسان فيه منفعة والشرّ هو العبث والفساد وعذاب جهنّم فليس (٤) بصلاح ولا فساد وليس برحمة ولا منفعة ولكنه عدل وحكمة
وخالفه (٥) «الاسكافى» وغيره فى ذلك فزعموا ان عذاب جهنّم خير فى الحقيقة ومنفعة وصلاح ورحمة بمعنى انه نظر لعباده اذ كانوا بعذاب جهنّم قد رهبوا (٦) من ارتكاب الكفر
واما «اهل الاثبات» فيقولون ان عذاب جهنّم ضرر وبلاء وشرّ فى الحقيقة وان ذلك ليس بخير ولا صلاح ولا منفعة ولا رحمة ولا نظر
وزعم (٧) «عبّاد بن سليمان» ان الله سبحانه لم يفعل شرّا بوجه من الوجوه ولم يقل ان عذاب جهنّم شرّ فى الحقيقة ولا فى المجاز
__________________
(١) يفضل : يفعل د
(٣) جمع : جميع ق
(٤) وعذاب جهنم فليس : كذا فى الاصول ولعله عذاب جهنم ليس او واما عذاب الخ
(٦) رهبوا : ذهبوا د
(٢) (٤ ـ ٧) راجع ص ٢٤٥ : ١٤ ـ ١٥
(٥) (١١ ـ ١٣) راجع ص ٢٤٩ : ٦ ـ ٩
(٧) (١٦ ـ ٥٣٨ : ٣) راجع ص ٢٤٦ : ١