الله سبحانه من يجهل انه يعرف الاشياء قبل كونها وان الابصار لا تقع عليه وان التحرّك ليس بجائز عليه وانه احدث طعم البطّيخ [و] الحلواء ، (١) هذا قول «النظّام» ، قال : وكل من علم ان الله احدثه فهو يعلم انه ليس بجسم وان الابصار لا تقع عليه وانه خلق طعم البطّيخ ورائحته فمن جهل شيئا من ذلك فقد انسلخ من العلم بأنّ (٢) له محدثا وانه محدث وانه مربوب وان له ربّا ، وقد يجوز فى زعمه ان يعرف الحركة من يجهل انها لا تبقى وان الاعادة لا تجوز عليها ، (٣) وصاحب هذه المقالة قد قاس بعض ما بقى (٤) على من انكر المعلوم والمجهول وانكر (٥) (؟) بقى (٦) عليه (٧) وعليهم (٨) اكفار المتأوّلين جميعا وتجهيلهم ، وهذا قول اكثر «البغداذيين»
وزعم بعض الذين انكروا المعلوم والمجهول انه قد (٩) يعرف الله سبحانه من لا يعرف انه احدث شيئا ومن يعتقد ان الاجسام من فعل غيره وانه يرى بالابصار وانه فى مكان دون مكان ، قالوا : من قبل ان الدليل الّذي دلّ على انه موجود هو الدليل الّذي دلّ (١٠) على انه لا يرى بالابصار وانه بكل مكان (١١) والوجه الّذي من قبله
__________________
(١) الحلواء : الحلواء د الحلو ق س ح ، قابل ص ٣٩٥ : ١١
(٢) بان : فان س
(٣) عليها لا تجوز ح
(٤) بقى : يبقى ح
(٥) وانكر : لعلها زائدة الا واو العطف او ان شيئا سقط من المتن
(٦) بقى : فى ح بقاء مصححة بعد ان كانت بقى
(٧) عليه س علته د ق ح
(٨) وعليهم ح وعلتهم د ق وعليهم س
(٩) قد : لعله لا (؟) او ان تقرأ فى س ١٤ «هو غير الدليل» وعلى هذا القياس فيما بعد
(١٠) ان الدليل الّذي دل : فى الاصول ان الدليل دل ثم استدركت «الّذي» فى ح بين السطرين
(١١) وانه بكل مكان : كذا فى د وفى ق س : وانه يكون مكان ، وفى ح وانه لا يكون فى مكان و «لا» مستدركة بين السطرين