ان تتجزّأ نصفين ثم أربعة ثم ثمانية (١) الى ان يصير كل جزء منها لا يتجزّأ ، واجاز ابو الهذيل (٢) على الجزء الّذي لا يتجزّأ الحركة والسكون والانفراد وان يماسّ ستة امثاله بنفسه وان يجامع غيره ويفارق غيره وان يفرده [الله] فتراه العيون ويخلق فينا رؤية له وادراكا له ، ولم يجز عليه اللون والطعم والرائحة والحياة والقدرة والعلم وقال لا يجوز ذلك الا للجسم واجاز عليه من الاعراض ما وصفنا (٣)
وكان «الجبّائى» (٤) يثبت الجزء الّذي لا يتجزّأ ويقول انه يلقى بنفسه ستة امثاله ويجيز عليه الحركة والسكون واللون والكون والمماسّة والطعم (٥) والرائحة اذا كان منفردا وينكر ان يحلّه طول او تأليف (٦) وهو منفرد او يحلّه علم او قدرة او حياة وهو منفرد (٧)
وكان «ابو الهذيل» ينكر ان يكون الجسم طويلا او عريضا او عميقا مؤتلفا ويقول انه يجتمع شيئان ليس كل واحد منهما طويلا فيكون طويلا واحدا
وقال (٨) «هشام الفوطى» (٩) باثبات الجزء الّذي لا يتجزّأ غير انه لم يجز عليه ان يماسّ او يباين او يرى واجاز على اركان الجسم ذلك والركن ستة اجزاء عنده والجسم من ستة اركان (١٠) وقد حكينا ذلك فيما تقدّم عند وصفنا اقاويل الناس فى الجسم
__________________
(١) ثمانية : فى الاصول ثمان
(٣) وصفناه ح
(٥) والطعم ح واللون والطعم د ق س
(٦) طول او تاليف : تاليف س
(٧) وهو منفرد : ساقطة من ح
(٩) القرطى د
(١٠) اركان : هنا يعود الخط الجديد فى ق مرة اخرى
(٢) (٢ ـ ٦) راجع ص ٣٠٣ : ٢ ـ ٦
(٤) (٧ ـ ١٠) راجع ص ٣١٢ : ٣ ـ ٧
(٨) (١٤ ـ ١٧) راجع ص ٣٠٤ : ١ ـ ٧