حلول القدرة والعلم والسمع والبصر مع الموت ومنعوا حلول الحياة مع الموت فى وقت واحد قالوا لأن الحياة تضادّ الموت ولا تضادّ القدرة الموت لأن القدرة لو ضادّت الموت لضادّ العجز الحياة لأن ما ضادّ (١) شيئا عندهم (٢) فضدّه مضادّ لضدّه ، وزعموا ان الادراك جائز كونه عندهم مع العمى ومنعوا كون البصر مع العمى لأن البصر عندهم مضادّ للعمى ، وزعموا ان الحياة لا تضادّ الجمادية وانه جائز ان يخلق الله (٣) مع الجمادية حياة ، وجوّزوا ان يعرّى الله الجواهر من الاعراض وان يخلقها لا اعراض فيها ، والقائلون بهذا القول اصحاب «ابى الحسين الصالحى» ، وكان ابو الحسين يذهب الى هذا القول ، وجوّز ابو الحسين الصالحى ان يجمع الله بين الحجر الثقيل والجوّ اوقاتا كثيرة ولا يخلق هبوطا ولا ضدّ الهبوط ، وان يجمع (٤) بين القطن والنار وهما على ما هما عليه ولا يخلق احراقا ولا ضدّ الاحراق ، (٥) وان يجمع بين البصر الصحيح والمرئيّ مع عدم الآفات ولا يخلق ادراكا ولا ضدّ الادراك ، (٦) واحالوا ان يجمع الله بين المتضادّات ، وجوّزوا ان يعدم الله قدرة الانسان مع وجود حياته فيكون حيّا غير قادر وان يفنى حياته مع وجود قدرته وعلمه فيكون عالما قادرا ميّتا ، وجوّزوا ان يرفع الله
__________________
(١) لان ما ضاد : لا مضاد س ق
(٢) عندهم : غيره ح وله وجه
(٤) يجمع : يجمع الله ح
(٥) ضد الاحراق ق ضدا للاحراق د ح ضد للاحراق س
(٦) ضد الادراك ح ضدا للادراك د ق س
(٣) (٧ ـ ٨) راجع اصول الدين ص ٥٧ وشرح المواقف ٧ ص ٢٣٤