مخذول خذله الله سبحانه واضلّه وطبع على قلبه ولم يهده ولم ينظر (١) له وخلق كفره ولم يصلحه ولو نظر له واصلحه لكان صالحا
وانه جائز ان يؤلم الله سبحانه الاطفال فى الآخرة وجائز ان يتفضّل عليهم فلا يؤلمهم
وان الله سبحانه لو لطف بجميع الكافرين لآمنوا وهو قادر ان يفعل بهم من الالطاف ما لو فعله بهم لآمنوا ، وان الله سبحانه كلّف الكفّار ما لا يقدرون عليه لتركهم له لا لعجز حلّ فيهم ولا لآفة نزلت بهم
وان الانسان لا يفعل فى غيره وانه لا يفعل الافعال (٢) الا فى نفسه كنحو الحركات والسكون والارادات والعلوم والكفر والايمان وان الانسان لا يفعل ألما ولا ادراكا ولا رؤية ولا يفعل شيئا على طريق التولّد ـ وكان «برغوث» يميل الى قوله (٣) ويزعم ان الاشياء المتولدة فعل الله بايجاب الطبع وذلك ان الله سبحانه طبع الحجر طبعا يذهب اذا دفع وطبع الحيوان طبعا يألم اذا ضرب وقطع ـ
وكان يزعم (٤) ان الله سبحانه لم يزل جوادا بنفى البخل عنه وانه لم يزل متكلّمنا بمعنى انه لم يزل غير عاجز عن الكلام وان كلام الله سبحانه محدث مخلوق
__________________
(١) ولم ينظر : وينظر ح
(٢) لا يفعل الافعال : لا يفعل ح
(٣) (١٢ ـ ١٤) راجع الفرق ص ١٩٧ والملل ص ٦٣
(٤) راجع ص ١٨٢ : ٩ ـ ١٠